[email protected]
من كاتب هذه السطور الى كل الشباب «في وطني»
إليكم، وأنا أعلم ماذا يدور الآن من «صراع» داخل أنفسكم من محاولة التوازن نتيجة ابراز الاعلام والسوشيال ميديا لمومياوات الفساد الذين تصدروا المشهد ما قبل «كورونا» وحتى اليوم، لأن بعضهم لازال يكابر ويصر على ان اموالهم حلال وحصلوا عليها بطريقة شرعية وتحت مرمى الحكومة! ومثلما وجدنا من يقول: انه وجد في «كَبَت» امه ملايين! وجدنا آخر يقول: انه «يقبّل» قدم امه كل يوم ليرزق بالملايين!
دعوني افسر لكم أولا ماذا أقصد بالشهوات!
«الشهوة» تعني كل ما تميل اليه النفس كالمال والجاه، وايضا هناك «شهوة» الفرج او ما يسمى اليوم بالمصطلح المعاصر شهوة الجنس!
انا اليوم متعاطف مع كل اولئك الشباب الذين اظهر لهم الاعلام ان الرجال او النساء اذا دخلوا «عالم الفاشنيستا» يستطيعون ان يملكوا ملايين وفللا وشاليهات وكل انواع السيارات وجميع الماركات من ساعات وهدايا واساور وارصدة بالملايين الحرام للأسف!
جننوا الشباب، وقد ساعدهم الاعلام وصفق لهم كل الشباب المغرر بهم ممن هم دون الـ20 عاما، وهم اكثرية، والله ما تعي اللعبة القذرة اللي تدور خلف الكواليس وتستهدفهم كستار واق يدعمهم شياطين الانس الذين جرهم الشيطان الى طريقه، فكانوا اداته التي لا تعصاه!
رأينا امس في 2/8 الذكرى الـ 30 للاحتلال العراقي الصدامي للكويت لما أراد الاعلام الحكومي ان يظهر «القدوات» للشباب والمجتمع اظهر «بناتنا وعيالنا الشهداء» الذين دفعوا حياتهم ثمنا لحريتنا وعودة الكويت، وما كان همهم جمع «المال الحرام»، بل الفوز بحصاد الآخرة بطهر وعفاف، رحمهم الله جميعا، ولا وجه للمقارنة مع «نماذج لا تسري في شرايينها الدماء الكويتية» وانما هم «حملة جنسية»، ولعل الجهات المسؤولة عن ملفهم الآن تفتح جميع الملفات ليخزيهم الله شر ما عملوا! فمن باع الجنسية باع وفرط في كل شيء!
في زمن كورونا 1441هـ الموافق 2020م، انكشف المستور واتضح حجم المؤامرة التي تستهدف الكويت، ونحن لا نعتقد ابدا ان هذه هي امكانيات افراد! الامر اكبر، هي قصة دول واحزاب ضالعة في هذه المؤامرة التي تستهدف الكويت وشعبها وربنا يعين «ولي الأمر» وكل العاملين معه لقصم ظهور هذه الفئة الباغية التي استهدفت الكويت وركزت على اغواء شبابنا بما بين ايديها من وسائل شيطانية لتدمير المجتمع الكويتي، وحاولت من خلال «المال المحرم» ان تظهر وتقفز على كل «الممنوع» مستبيحة «البلاد والعباد» خذلهم الله وقصم ظهورهم واخذهم اخذ عزيز مقتدر.. يا الله! اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك!
ان حبائل «جن الإنس» كثيرة، ومنها اشعال الشهوات المحرمة في الوطن وهدفهم اولا هذا الكم من الشباب الواعد الذين حاولوا خطفه عبر ألاعيبهم الشيطانية والغوائية بخداع الشباب وتهييجهم وتزيين صور الحرام والمحرم! وساعدهم الاعلام وحقق لهم ما يرغبون للاسف الشديد!
لقد فضحهم الله وهتك سترهم بانكشاف امرهم كله وما خفي حتى اليوم اعظم، لأنهم صنعوا لأنفسهم «هالة اعلامية» وكأنهم هم سطوة المجتمع ولا يجرؤ احد حتى على سؤالهم من اين لك هذا؟ وظهروا كالملائكة الابرياء في صور متعددة، كلها لو بحثت لوجدتها بمنتهى القذارة والتآمر على الاقتصاد الكويتي، قبحهم الله!
الشباب اليوم بحاجة ماسة الى «جهد حكومي وجهد شعبي»، ففي وزارات الدولة ومؤسساتها يكمن الدواء، وهناك شق شعبي تتحمله جمعيات النفع العام والقطاع المدني في بيان الحلال من الحرام في جمع المال!
اولا: على حكومتنا الموقرة الآن عاجلا غير آجل ان تضع «الاحلال» موضع التطبيق، فالشباب الكويتي المتخرج على الحكومة مشكورة توفير وظيفة له حالا!
وعلى جمعيات النفع العام ومؤسسات القطاع المدني «عمل برامج» لهؤلاء الشباب وتدريبهم وتأهيلهم ليمارسوا هواياتهم ويخرجوا ابداعاتهم ويطوروا خبراتهم ويعينوا في وظائفهم التي تكفل مستقبلهم لمعالجة ظاهرة الاختلال السكاني!
ما اكثر ما تعرض له شبابنا الكويتي الواعد من «غواية» واضلال من ناس لا يخافون الله ويجاهرون بكل صفاقة بأنهم هم «النجوم» وبالمال المدنس! وهم والله وللأسف.. كان من المفروض ومنذ خروجهم علينا بكل هذا «العار» الذي فوق رؤوسهم يجرون الى «أمن الدولة» وكل مراتب التحقيق لينالوا جزاء جرأتهم بالمجاهرة بالحرام والكسب غير المشروع ولينالوا الجزاء العادل بما كسبوا من هذه الفواحش الآثمة من غسيل اموال وتبييض وساختهم!
سلم على الدولة يوم ان ترى الفساد علنيا ويمر وكأنه امر صحيح، وهذا والله ينخر في اعماق الدولة!
٭ ومضة: على شبابنا ان يأخذوا اليوم الدرس البليغ، وهو احذروا سوء العاقبة من الكسب الحرام! وما رأيتموه من «فيديوهات» هذه كلها ضد هذه الشرذمة العميلة! علينا ان نخرج بنتيجة واضحة: الجزاء من جنس العمل!
انها قاعدة شرعية وسنة كونية لا تتخلف، أيظن الانسان ان طلق العنان لشهوته «يسرق ويزور ويحتال ويغسل اموالا حراما» دون عقاب!
يقول الشافعي، رحمه الله:
عفوا تعف نساؤكم في المحرم
وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
ما رأيناه من ظهور بكل هذه المجوهرات والقصور والفلل والقسائم والشاليهات واليخوت بيد رجال الأمن والعدالة!
ان من يتجرأ على التآمر على الكويت وانتهاك كل المحرمات ولا يبالي بما حرم الله عز وجل ويخرج هو وزوجته ليجاهر بالحرمنة والغش والتحايل والتلاعب دون واعز من ضمير، فهذا مصيره في الدنيا الخزي والسجن وفي الآخرة نار جهنم وبئس المصير، ولا تأخذنا بهم شفقة ولا تعاطف لأنهم باعوا الكويت للشيطان وحق عليهم القصاص!
٭ آخر الكلام: ان الايمان هو الضمانة والوقاية من كل هذه المعاصي والبلاوي والحرام، والايمان هو الصخرة التي تتحطم عليها الشهوات الجائحة والجانحة، وتطبيق القانون على الصغير والكبير هو المنجاة لهذا الوطن العزيز النظيف!
ما احوج شبابنا في الاعلام الى القدوات من امثال الرموز الوطنية التي بنت سمعتها وتجارتها على المثابرة والحلال ومحاولة كشف اهمية الصديق لأنه ـ كما نقول ـ الصاحب ساحب!
والصديق اما ان يكون صديقا صدوقا يجرك الى الخير او يكون كنافخ الكير!
لقد عبث ابليس في أفكار شبابنا وهم احوج ما يكونون اليوم لقتل الفراغ بما هو نافع ومفيد، وعليه يكون العلاج بالوقاية قبل العلاج ببتر الشياطين وقبر خططهم مع الرقابة الصارمة وتطبيق الحدود والقانون.
الى قادة المجتمع الكويتي وموجهيه، نذكركم اليوم بأهمية الاهتمام بمجاميع الشباب ودوركم في حمايتهم من «كيد الشيطان»، وكلنا نذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، الشباب بحاجة الى برامج توعية مستمرة!
وعلى الآباء والأمهات ضرورة «الحصانة والحماية» لشبابكم من حيل الشيطان، وعلينا ضرورة سد الذرائع «وأعلموهم وأفهموهم» خطأ ما زرع فيهم عن الكسب الحرام، والاولى والاجدر ان ينحازوا الى «المال الحلال» دائما في حياتهم لأن فيه مرضاة للرب وبركة في الرزق وهذا هو الوضع الطبيعي.
لا ادعوكم لزرع سوء الظن لكن عليكم بالقاعدة «أمّنهُ ولا تخوّنهُ»!
كما ان الرفقة ضرورية، هذا ما احببت ان اضعه بين ايديكم اليوم، انه جهد المقل وبعض ما يجب نحو «شبابنا الحلوين» وربما تعليقاتكم تثري الموضوع!
ما حدث في الفترات السابقة من ظهور محموم لهذه العناصر الفاسدة المتآمرة الخائنة للكويت يجب ألا يمر مرور الكرام، فمن أمن العقوبة اساء الادب!
لقد اساءوا الى الكويت وشعبها واصبحنا حديث الناس في بلدانها، والكويت وشعبها طول عمرهم نماذج للطهارة والنظافة والخير!
ان الشعب الكويتي ينتظر نتائج هذه الموبقات على احر من الجمر، لأن فئة باغية باعت نفسها للشيطان اشتركت «علنا» في كل الممنوع والمحرم، فماذا انتم فاعلون؟! والشعب الكويتي كله من اقصاه الى اقصاه منتظرون!
قبح الله وجوه شاهت بعظم ما فعلت وارتكبت، فلا تأخذكم بهم رأفة وطبقوا عليهم كل القانون عاجلا غير
آجل، حتى لا ينفذوا بفعلتهم الدنيئة المخزية!
الكويت تنتظر عقابهم عاجلا غير آجل.. تكفون نبي ارجاع ارصدتهم «صفر» وهم وقوف وراء القضبان منكسري الرؤوس، وليعلم كل اولئك الذين خانوا الكويت مصيرهم الاسود بيد كويت الحزم والقانون.
في أمان الله.