[email protected]
الكويتيون القدامى لهم مفردات كثير منها الآن لم يعد يتداول ولا يعرفه عيالنا من طلع اليوم (الجيل الحالي)، وعلى سبيل المثال لنأخذ كلمة (نتقت) ومعناها: (النتق أو الناتق: وضوح الشيء بعد أن كان مغمورا لا يظهر)!
كان الأوائل يتداولون هذه الكلمة في حياتهم اليومية، فمثلا المزارع عندما يحفر بئر ولم يصلوا إلى الماء فالأول يسأل الذين يحفرون البئر: ما نتق الماء؟ أي: ما ظهر وما طلع.. ما شفتوه؟
في البيت الكويتي القديم ينخش (الياهل) أي الطفل تحت السرير وتدور عليه الأسرة من أولاد وبنات وما يلقونه، تقوم (الأم أو الابو) يسألون (العيال): ما شفتوه هنا (.هالوكيح أي: الشيطان) يرفع راسه من تحت السرير ويفرح الكل لأنهم وجدوه (نتق) من تحت السرير.
في السابق أيام الغوص والسفر الناس تراقب البحر على مدار الساعة في انتظار (تنتق) من (غبه) أي عمق، ويقولون: الحمد الله كاهم انتقوا أي اظهروا؟
وأيضا مثل المرأة عندما تقول لابنتها (انتقي أو انتكي) هذه الدراعة، والنتق بالإبرة: تخيطها أي، فالإبرة مرة تغيب تحت القماش ومرة «تنتق»!
هالأيام نخلنا من (البرحي) ينتق (خلال ورطب)!
كانوا في السابق وهم رايحين مكة المكرمة ينتظرونها تظهر لهم و«تنتق» على سطح الأرض.
اختم الصور التي توضح كلمة ومفردة (تنتق) مثل الكرش إذا ارتفع فوق بطنه يقولون: نتق كرشه!
من زمان أيام قبل كانت الماشية إذا سمنت اجفالها تنتق واحيانا «تتبدح» أي تتمايل والدم يخرج منها.
الأولون من النساء (يداتنا أي جداتنا) يقول: هالچنة أي الزوجة شديدة النتاق والحمل السريع فتنتق الأطفال الواحد وراء الثاني قولوا ما شاء الله.
وكلنا أو بعضنا قرأ قول سيدنا علي بن أبي طالب رضوان الله عليه: «البيت المعمور نتاق الكعبة من فوقها أي وصل عليها من السماء».
إذن بعد هذه الجولة اللغوية في كلمة (نتق) نقول بصوت مليء الفم، الحقيقة (نتقت) وظهرت في الكويت.
نتقت وأرواحنا بطلع من نتوقها ووضوحها والكل من المخلصين يحاول أن ينقذها من دنس الخونة!
ما رد أحوالنا للتوازن بعد ما أرواحنا (نتقت) إلا خطاب سمو نائب الأمير وولي العهد وما تتبعه من خطوات إصلاحية.
ومضة: شفنا يوم اعلنها سمو نائب الأمير وولي العهد الأمين الشيخ نواف الأحمد ان العدل سيأخذ مجراه في كل رحاب الدولة لاحظنا كيف (خنفس) ذكر كل الأشخاص اللي كانوا يقومون ويظهرون بأدوار اكبر من احجامهم وخنفسوا في بيوتهم ضاربتهم البوهة!
قبل في قديم الكويت كان الآباء والأجداد يعتمدون في حياتهم الليلية على (السراج أي السري) وهو ينور لهم ليلهم لكن بس ينضب أي يخلص الكاز (تخنفس الفتيلة) ويطفي!
طبعا هذا مرده إلى حشرة يسمونها (الخنفساء) حشرة اصغر من (أبو جعل او أبو يعل) وهي ذات لون أسود ولها رائحة كريهة وهذه الخنفساء تجدها بين (الدمن) أي فضلات البهائم ومن طبعها إذا أحد اقترب منها أو لمسها بطرف شيء مثل العصا تخنفس.
أي تقف في مكانها وتتوقف عن الحركة وأحيانا تختبي في (غيران) أي جحور الحيطان.. حتى اسألوا د.جنان الحربي وهي راح تفيدكم اكثر!
الأم القديمة (العتيچة) اذا شافت (ولد او بنت) قاعد منزوي تقولهم: شفيكم مخنفسين؟ او شفيك مخنفس؟
وفي السبعينيات عندما ربينا شعورنا (شعر الرأس) قالوا: شفيكم تخنفستوا؟.. ومرد هذا لفرقة الخنافس!
آخر الكلام: هذه المفردات (نتق) أي ظهر، و(خنفس) أي سكن وتوقف، وهذا ما ينطبق عليه الوضع الآن.. ظهر فساد لا حد له والآن (خنفس)، وهي مفردات أحببت ان أُظهرها في هذا الوقت، وهي (صيدا) من لهجتنا جمعتها الذاكرة لنحيي بها القلوب وننير الدروب ونصلح ما في النفس من العيوب، وتبقى الحقيقة التي نتقت ان الحياة حياة القلوب النظيفة الطاهرة لا القلوب (الخائنة المتآمرة القذرة) التي خنفست من ظهور النواف الحادب على دينه والخالد نظيف اليد والشعب الكويتي الوفي الأصيل.
زبدة الحچي: قال الشاعر:
أتاك حديث لا يُمل سماعه
شهي الينا نثره ونظامه
اذا ذكرته النفس زال عناؤها
وزال عن القلب المعنى ظلامه
عزيزي القارئ الكريم قبل ان اودعك بعد هذه المساحة الخاصة بمفردات لهجتنا الجميلة اوصيك ونفسي بثلاث وصايا هي:
- الكبر: تذكر هو ما أوصل ابليس الى ما صار.
- الحرص: هو الذي اخرج أبانا آدم من الجنة.
- الحسد: وهو الذي فتن بين قابيل وهابيل، فاترك شر هذه الثلاث حتى لا يقال الكويت ديرة حسد!
وتذكر «نتق» الحق الآن و«خنفس» الفساد؟
في أمان الله..