[email protected]
من إيجابيات وباء كورونا (كوفيد - 19) الذي تفشى سنة 1441هـ الموافق 2020م (تسيّد) الكويت في العمل الخيري وبروزها بمقدمة دول العالم في الإنفاق الخيري الشعبي.
ومهما قيل من كلمات الشكر والثناء للجمعيات الخيرية الكويتية فلن نوفيها حقها.. فهي بالفعل تستحق الإشادة والثناء والدعم ومنح الثقة والصلاحيات والتمدد لأنها تقوم بعمل خيري محلي وخارجي استفادت منه الإنسانية جمعاء.
لقد ساهمت ودعمت الجمعيات الخيرية الكويتية الجهود الحكومية داخل الكويت وخارجها عبر مشاريع مؤسسية رافقتها حملات إعلانية تسويقية مدروسة، ولاقت هذه الحملات الخيرية الرضا والثناء والتشجيع من الناس لأنها دعمت البشر في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة نتيجة الخسائر التي تسببت فيها الكورونا وتوقف ورش العمل وما تبعها من نقص في الميزانيات ومداخيل الناس المالية، فكانت هذه الجمعيات الخيرية المباركة هي الداعمة للجهود الحكومية، وغطت الداخل والخارج، وبرزت هذه الجمعيات والهيئات واللجان الخيرية والتطوعية بفضل دعم المحسنين الكرام وثقتهم بجهات العمل الخيري في دولة الكويت والتبرع لهم بمبادرات فردية أو جماعية لتغطية كل المجالات الخيرية المتاحة وفق الاحتياجات المحلية والعربية والدولية، كما ثبت فعلا إقبال المواطنين على التبرع لجهات العمل الخيري لما تتصف به هذه الجهات الخيرية المباركة من أمانة في أدائها ورقابة شرعية ومحاسبية على أموال المتبرعين الكرام وتحقيق وصاياهم والتأكد من توجيهها الى مصارفها الشرعية وحسب رغبة المتبرع الكريم داخل الكويت أو خارجها.
يقوم المواطنون الكرام بالتبرع لجهات العمل الخيري في المواسم مثل رمضان والعشر الأوائل من شهر ذي الحجة، لكن اللافت للنظر أن المواطنين أقبلوا بشكل ملحوظ على التبرع (للناس الفقراء والمساكين والمعوزين والمنقطعين عن العمل) ودعموا كل المناشط والبرامج التي تكفل وصول الدعم إلى كل هؤلاء الذين تقطعت بهم السبل في المناطق المحظورة والمحاصرين في هذه المناطق مثل المهبولة وحولي وخيطان والفروانية والجليب!
لقد غطى الدعم الخيري الاحتياجات المحلية داخل الكويت، ودعم أيضا الاحتياج الخارجي بكل الأنشطة والبرامج المتاحة للمتبرع من رعاية أيتام ومرضى وحروب ومستشفيات.
الإعلام الكويتي الرسمي والخاص دعم العمل الخيري بشكل كبير ولافت للنظر، وهذا الدعم الإعلامي وزخمه انعكسا على حجم التبرعات وعرف المواطنين بأن (دينارهم) يصل إلى كل الفئات والشرائح المحتاجة والمستحقة داخل الكويت وخارجها وفق آلية عمل مؤسسي منظم وعلى شكل بروشورات وملصقات وإعلانات وفيديوهات وفلاشات، كلها ساهمت في نشر العمل الخيري الكويتي المبني على خطط إعلامية محكمة وبأسلوب ومنهج علمي يحدد المعايير وأولويات اختيار الأنشطة والمشاريع الخيرية بما يتوافق مع رغبات المواطنين ويلبي احتياجاتهم وتحقيق طموحاتهم، ويزيد من قناعاتهم ودعمهم للعمل الخيري الكويتي الشامخ.
٭ ومضة: استفاد العمل الخيري في فترة كورونا من الحملات الإعلامية المنظمة التي سوقت مشاريع هذه الجمعيات، وتفاعل الناس مشكورين مع هذه الحملات، التي غطت محطات التلفاز والإذاعات والجرائد والمجلات والميديا والتواصل الاجتماعي والمساجد وإعلانات الطرق والملصقات والبروشورات.
لقد لعبت شبكة الإنترنت في دعم العمل الخيري الكويتي دورا كبيرا وتبين تأثير هذه الشبكة على التبرعات وحصيلتها النهائية في تشجيع الناس المتبرعين للمساهمة في دعم خطط هذه الجمعيات لحث الناس على التبرع والإنفاق الخيري.
٭ آخر الكلام: المواطن الكويتي يؤمن بأن المساهمة في دعم العمل الخيري تقيه مصارع السوء وتطفئ غضب الرب وتفتح أبواب الرزق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما نقص مال من صدقة».
والجميل في المتبرع الكويتي الكريم هو صرف تبرعه داخل الكويت أوخارجها على حد سواء.
٭ زبدة الحچي: لقد برزت الكويت في تسويق الصدقة الجارية وتخصيص الأوقاف ولها اليوم إنجازات لا حصر لها في قطاع المساجد ودور الأيتام وبناء المدارس والمعاهد والجامعات، ولعل ما يعجبني فعلا هو حرص العمل الخيري الكويتي على التنمية الشاملة للفقراء والمحتاجين داخل الكويت وخارجها والعمل الدؤوب على حماية الأسر ومساعدتها في فك ديونها ودعمها لمواصلة الحياة.
لقد برزت الكويت في مشاريع إفطار الصائم داخل الكويت وخارجها، وأيضا مشروع الأضاحي، ومن أجمل إسهاماتها التعريف بالإسلام ودعم الأقليات في مشارق الأرض ومغاربها.
«كورونا».. شكرا لك، فلقد أبرزت حقيقة العمل الخيري وحجم إنفاقه والدور المجتمعي الكبير والمهم الذي يقوم به.. في أمان الله.