[email protected]
الغيبوبة في الحياة أشكال وأنواع، منها الغيبوبة لأسباب كثيرة مثل غيبوبة ضيق التنفس كما هو حاصل في أعراض كورونا، حيث يضيق النفس ويوضع المريض على التنفس الاصطناعي وبعضهم يدخل في غيبوبة، وهناك الغيبوبة الصناعية، أي يتم تخدير الجسم لفترة أطول من المعتاد بغرض الحفاظ على حياة المريض المصاب بحادث خطير مثلا، وهناك الغيبوبة في المنام والكبدية والغيبوبة المفاجئة التي قد تطول أو تقصر، وهي حالة من فقدان الوعي خاصة (خبطة) رأس أو نتيجة داء السكري، وأصعب الغيبوبات التي تدخل صاحبها غيبوبة لا يفيق منها لسنوات التي تتم فيها تغذيته عن طريق الفم بالطعام المطحون!
يا رب من عنده قريب أو حبيب أن يخرج من الغيبوبة يا رب!
على العموم، معظمنا شاهد أو سمع عن هذه الغيبوبات وقد زاد انتشارها في العصر الكوروني نتيجة تفشي داء كورونا (كوفيد - 19)، فبعضهم حل أجله وأسلم الروح، وبقية على الأجهزة ندعو لهم بالسلامة وطول العمر، وآخرون تشافوا ولله الحمد والمنة.
مسمى الغيبوبة مزعج ومؤلم على مستوى الأفراد والأسر، غير أن أخطر غيبوبة هي غيبوبة القادة والساسة وأصحاب الحراك والعامة عن مجريات الأمور، والمشهد في سنة الكورونا 1441هـ الموافق 2020م فيه كثير من المشاهد المؤلمة التي رأيناها رأي العين المجردة، ومن يطلع على أحوال الأمة العربية البائسة يشعر بالهوان وضيقة الخلق وهو يرى الناس كأنها في (غيبوبة) حصرية في أمة العرب وهي تباع وتشترى في (صفقة) القرن!
وأعود إلى المشهد الكويتي وأنا أرى الغيبوبة وهي تجثم على أنفاس البنك المركزي والبنوك وما جرى من غسيل أموال كأننا أمة مغيبة عن المشهد الذي يدار من خلف الكواليس!
بالأمس جرت الفرعيات على مرأى من أعين القادة والساسة والمواطنين، ولن أدخل في (تجوز أو لا تجوز) لكن أذكّر فقط بالاحترازات الوقائية الضرورية، فهل طبقت الإجراءات من تباعد اجتماعي والتقيد باللباس والكمام والدسوس!
الغيبوبات كثيرة والمشاهد مقلقة، فبينما شعوب العالم اجتازت التعلم عن بُعد ودخلت مراحل متقدمة (نحن في غيبوبة) يقودها وزير سيصوت على مستقبله يوم الخميس، فهل يستمر وتكتمل الغيبوبة، أم لا ينال ثقة رئيس وأعضاء مجلس الأمة فيخرج لتفيق الوزارة بعد طول غيبوبتها؟
مازالت الغيبوبة ونحن (نغطّ فيها) بعد الاعتداء على المال العام وبروز التكسبات المالية في المناقصات وصندوق الجيش وضيافة الداخلية والصندوق الماليزي والملف البنغالي للمتاجرين في البشر!
٭ ومضة: يا رب لا تطل (غيبوبتنا) بعد أن انحرف كثير من الناس في مجتمعنا عن الصراط المستقيم وارتكبوا كل أنواع الذنوب والمعاصي، وآن الأوان أن يتم تطبيق القانون عليهم عاجلا غير آجل حتى يعرف الناس أنهم لن يفلتوا بفعلتهم الآثمة خلال الجائحة. والسؤال الذي يجري على لسان المواطنين: أين البنك المركزي والبنوك من كل هذه التحويلات والتعديات المالية، هل كانوا جميعا في غيبوبة؟
٭ آخر الكلام: من أبرز أعراض كورونا الآلام والأوجاع والتهاب الحلق وإسهال وصداع وفقدان حاسة التذوق والشم وظهور طفح جلدي وصعوبة أو ضيق في التنفس وألم أو ضغط في الصدر وفقدان القدرة على الكلام أو الحركة، وأخيرا بعض المرضى يدخلون في غيبوبة، ويقال إن بعض المرضى الذين يتشافون يتمنون الموت بعد إفاقتهم من الغيبوبة لأنهم دخلوا خلال المرض بمرحلة الهلوسة والحالة النفسية والجسدية حتى إن بعضهم يتمنى الموت!
٭ زبدة الحچي: ادعوا معي أيها القراء الكرام ألا تطول بالفعل (غيبوبة) العقل الكويتي، فالاقتصاد على المحك والميزانيات كلها تعاني من عجوزات مالية، ومن علامات (الغيبوبة) ازدياد الفرعيات بشكل علني!
ومن الغيبوبة أن يطالب البعض بفرض حظر جديد نتيجة تراخي الناس في أخذ الحيطة والحذر!
يا رب عونك، لا تطل بقاءنا في الغيبوبة، فالكل حولنا نهض ومشي واحنا نحاتي على اطمام المرحوم.. بسنا من الفساد والمفسدين، والله تعبنا!
في أمان الله..