[email protected]
إليكم يا من خنتم الكويت وشعبها، يمكنكم الخيانة، ولكن تذكّروا أنكم لا يمكنكم إعادة الخيانة!
ومن خان الله ووطنه في السر والخفاء هتك الله سره وفضحه وصار (مطنزة) للناس!
- مهمزني..
- نوّطني..
- قبّضني..
- هبلو باليمنى ولا أريد قاتا!
- عطني من غسيلك!
- إكراميتي خيو!
- أرنبني (مليون بالمصري).
- نتقاسم الكيكة.
- ما عاد للبقشيش قيمة أمام غسيل الأموال في السيارات الفارهة واليخوت والساعات الثمينة والشاليهات!
- الهدايا اليوم جعلوها تساير المواقف وتجعل القانون مطاطا!
- اليوم تتباهى شرذمة من البشر تسمى «الفاشينست»!
- اليوم يحتار الشريف أمام المفردات التي تداخلت، قرأنا في تاريخ بني إسرائيل إذا اختصم خصمان رفع أحدهما الرشوة في كمه فأراها الحكم (القاضي) فلا يسمع إلا قوله، فأنزل الله تبارك وتعالى قوله: (سمّاعون للكذب أكّالون للسحت)!
سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه يقول: إياكم من الهدايا فإنها من الرشاوى!
أقول لقارئي الكريم: ليس ثمة هدية أقدمها لك أثمن من النصيحة في الزمن الكوروني، فكل ما ذكرت من المتشابهات!
سألني القارئ أبودعيج في الإيميل: أعرف أن الهدية لها مناسبتها وقيمتها معقولة وحسب القدرة والرشوة أيضا.. فما الفرق؟
قلت له: يا صاحبي هناك فرق كبير بحجم ما بين الأرض والسماء.
فقال: كيف.. أليس كلاهما واحد؟
قلت: لا يا صاحبي تذكر أن الرشوة تدفع لإحقاق باطل أو إبطال حق!
سألت العم أبا راكان عن الهدية والرشوة فقال: الهدية على مقدار مهديها، والرشوة محرمة لا تجوز لأنها منقصة للحقوق مبطلة ومعطلة للحقوق الواجبة، ورسولنا صلى الله عليه وسلم قال: «تهادوا تحابوا» ونهانا عن السرقة والرشوة وأخذ المال بالطرق الملتوية والحرام!
وخذها مني حقيقة.. الرشوة تتكون من جريمتين إحداهما من الراشي والثانية من المرتشي!
٭ ومضة: رأينا في الزمن الكوروني فسادا كبيرا انتشر على شكل ظواهر هنا وهناك وتسيد المشهد الدرامي شخصيات في أكثر من موقع وأكثر من شريحة وفئة، يقول أبوالعلاء المعري:
إن الهدايا لإكرام صاحبها
إن كن لسن لإسراف وأطماع
اليوم الكويتي المحب والعاشق لأرضه يريد تطهير بلاده من كل الخطايا التي تكاثرت وانتشرت في مجتمعنا وصار الكثير يجاهر وبكل قلة الأدب والوقاحة في الظهور الإعلامي ورأينا في الميديا أشكالا وألوانا ممن يحملون الجنسية الكويتية أو يتمحكون حولها وهم من فئات وجنسيات مختلفة، فهذه تهدي زوجها ساعة من ماركة معينة ثمنها لا يقل عن خمسة آلاف دينار وأكثر وهذا يهدي زوجته شاليها وسيارة فاخرة، وقس على هذا الأمر صورا كثيرة تجاهر (أشكرة) بمال مكتسب بطرق ملتوية والله أعلم مصدره من الهبش الحرام في تجارة خاسرة قائمة على (الجنبزة) والعيارة والتحايل، ونعتذر من أمير الشعراء أحمد شوقي الذي علمنا أنه:
بقدر الكد تكتسب المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
عشنا وعاش عيالنا في زمن كورونا مشاهد نأمل ألا نراها في بلدنا النظيف، يقول الإمام الشافعي:
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد
ذخرا يكون كصالح الأعمال
٭ آخر الكلام: علّم الشعب الكويتي أبناءه وأحفاده ونسله معاني الاستقامة ونظافة اليد والضمير بعيدا عن جشع المرتشين والمال الحرام.
لقد رأينا في الزمن الكوروني في سنة 2020م (خائنا لوطنه - سارقا للمال العام - مرتشيا - غاسلا). يقول جبران خليل جبران:
« اقرأوا وتمتعوا، إن الحياة لا يحدوها زمان، فليس الأمس سوى ذكر اليوم، وليس الغد سوى حلم اليوم»!
ورغبة الشعب الكويتي هي أن يرى أحكاما رادعة ضد كل من «تمهمز» و«تنوّط» و«باق» و«غسل»!
زبدة الحچي: الشعب الكويتي الكريم يؤمن بأن رأس الحكمة مخافة الله، فكلما خاف ضميرك ونظفت اليد اعلم أنك على جادة الاستقامة، وأيضا كلما زاد عقلك زاد أيضا خوفك من الله عز وجل، وشر الأمور اليوم هذا الكم من (الفاسدين الشياطين).
نعيش زمن فوبيا الفساد العلني الذي أعطاه الإعلام بريقا فغدت الفاشينستات هن القدوة نساء ورجالا للأسف!
كثرت اليوم مسميات الفساد من (الراشي - المرتشي - الوسيط)!
إن كثرة الفساد اليوم مردها إلى تزييف الإعلام للحقائق لوجود تكسب تسويقي وغياب تام لجمعيات النفع العام بالمجتمع المدني عن دورها التنويري، إضافة الى الأسباب التــالية:
- ضعف الوازع الديني.
- انخفاض مستوى المعيشة.
- ضعف النفس وطغيان الجشع وحجم الأموال التي تدخل الجيوب.
كل هذه الأسباب مكمن الخطورة لأنها تدمر الدولة ومواردها وتنمي (عصابات على بابا) والمئات من الحرامية والجمبازية الذين هم سمّاعون للكذب أكّالون للسحت ومستحلون لغسيل الأموال والمتاجرة بالناس!
حينما تتعدى الجذور وتنكشف الأصول وتهتز الثوابت يكون الانهيار على يد عابث بأقل جهد.. وصلت الرسالة؟
على الناس الإبلاغ عن بؤر الفساد والمفسدين، وعلى الدولة أن تكفل وتضمن حماية هؤلاء المواطنين الذين يحاربون التمهمز والتنوّط.
اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد!
في أمان الله..