[email protected]
في جائحة كورونا كوفيد-19 سنة 1442هـ الموافق 2020م ونتيجة الحظر زاد التصاق الناس بالشبكة العنكبوتية حتى وصل الحال إلى الإدمان الإلكتروني في مختلف الأعمار.
هل تحب أن تتزود بمعلومات تهمك عن هذا النوع من الإدمان؟
تبي تعرف هوس الناس من مختلف الأعمار بهذه (الظاهرة) اللافتة للنظر في أحوال البشر؟
ماذا تقول الدراسات الجديدة عن التغيرات التي تصيب الخلايا الجذعية العصبية والتي تحدث عندك الإدمان وتمنحك شعورا بالسعادة والنشوة؟
ماذا عن الانعزال الاجتماعي والقلق النفسي وسوء التغذية عند الأطفال الذين باتوا يفضلون الوجبات السريعة ليمارسوا إدمانهم على الأجهزة الذكية؟
ماذا عن تزايد نوبات الصرع ورعشة اليدين؟
كل هذه الأسئلة وجدتها في كتاب جديد قرأته وأعطيكم زبدته تخص ظاهرة الإدمان الإلكتروني التي وصفها ووضحها كتاب د.طلال إبراهيم المسعد والذي قام المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية بمراجعته وطباعته.
نعيش اليوم في كل مجتمعاتنا العربية والإسلامية والعالمية حالة من الإدمان الذي يتفاوت ما بين شخص وآخر بعد أن وفرت لنا التكنولوجيا الحديثة (سحر أداة النقال) الذي صار هو رقم (1) في الكماليات، فالكل اليوم بيده هذا الجهاز الذكي الذي (حوّل) حياتنا الاجتماعية لطقوس من التراسل الإلكتروني الذي (سيطر) علينا وقيد كل منا حسب إدمانه، الكبير والصغير الرجل والمرأة، (الكل) يقضي ساعات طوالا مع هذا الجهاز (الساحر) الذي أثر على حياتنا وصار ملازما لليد وفيه نرى العالم كله!
واضح ان الأطفال والمراهقين والشباب هم الفئة الأكثر التي تستخدم الأجهزة الإلكترونية وشبكة الإنترنت والأكثر تعلقا بهذه الأجهزة الذكية والإدمان عليها، وهذا قد يسبب في كثير من الأحوال ظهور علامات التوتر والقلق والإرهاق والعصيبة والانفعال والانعزال! لقد تأثر تحصيل الطلاب نتيجة إدمانهم هذه الأجهزة على نحو مخيف.
ولأجل هذا قام المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية باحتضان هذا الكتاب القيم، وهذه فرصة لأشكر أستاذي الدكتور مرزوق يوسف الغنيم المدير العام المساعد للمركز الذي أهداني مجموعة من إصدارات المركز القيمة، فشكرا كبيرة (أبا عيسى)، خووش إصدار بارك الله فيكم والشكر موصول للمؤلف د.طلال ابراهيم المسعد.
يحتوي هذا الكتاب على أربعة فصول، حيث يشرح الفصل الأول ماهية الإدمان الإلكتروني، ثم يستعرض الفصل الثاني الإدمان الإلكتروني وأشكاله، ويتناول الفصل الثالث تأثير الإدمان الإلكتروني على الأفراد، ويختتم الكتاب بفصله الرابع مبينا دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في الوقاية والعلاج.
وبعد أن استعرضت الفصول الأربعة علمت لماذا جاء اختيار المركز في إعطاء الإدمان الإلكتروني أولوية.
٭ ومضة: على الآباء والأمهات والمربين ملاحظة أبنائهم فإذا رأيت عليه أعراضا نفسية وعصبية وظهور علامات مثل: التوتر، القلق، العزلة والاكتئاب ونوبات الغضب الشديد والعزلة فهذا مرده دخول ابنك عالم الإدمان الإلكتروني بسبب تغيرات كيميائية في الخلايا الجذعية والخلايا الدماغية العصبية وهذه حالة يمر بها من يعانون إدمان المخدرات والكحول والقمار، والتي تمنح (المدمن) شعورا بالسعادة والنشوة والانفصال عن العالم الواقعي.
أنا أعرف أن كثيرا من أولياء الأمور الآن بحاجة إلى هذا الكتاب القيم الذي قد يجيب عن أسئلتهم لكيفية التعامل مع الإدمان الإلكتروني والحلول التي يمكن أن يلجأوا إليها لتقويم سلوكيات الأبناء الذين دخلوا عالم الإدمان الإلكتروني وليس عنده الوقت ليأكل مع أسرته (لقمة) ويستعيض عنها بوجبة سريعة عبر الكول (الدليفري)؟
ان مستخدمي الأجهزة الذكية في ازدياد في كل العالم والكويت من ضمنها مما يجعل المرء بين التشدد والرفض وعدوانية النقاش والصدام والانعزال.
٭ آخر الكلام: هناك اليوم 3.5 مليارات مستخدم للأجهزة الذكية والرقم في تزايد فلكي مخيف وهذا يعني المزيد من اقتحام الخصوصية.
٭ زبدة الحچي: السؤال الآن الذي يدور على شكل همس صامت أو بشكل معلن: هل (الإنترنت) نعمة أم نقمة؟
الكثيرون يعتبرونه من أفضل الاختراعات، وتخيل لو أننا عشنا عصر الكورونا من غير هذه الأجهزة الذكية، المؤكد هو الآن (نعمة) لكنها يمكن أن تتحول الى نقمة يوم تكون إدمانا وأداة للاستغلال السيئ الذي يهدم ولا يبني؟
اليوم شبكة الإنترنت تربطك في كل الجهات من مطاعم ومقاه وأسواق وجامعات وجهات رسمية وحكومية وشعبية وفنادق.. إلخ.
إننا ضد وصول الشخص إلى (حالة المدمن) لهذه الأجهزة ليله كما نهاره مقابل، الأمر الذي تنتج عنه مشكلات نفسية واجتماعية وصعوبات في العمل والدراسة والتواصل الاجتماعي.
أما عمن يسأل عن علامات الإدمان فهي واضحة ومن أهمها قضاء كل الوقت أمام الجهاز ومعه. وأنه يرفض أي رأي ينتقده ويفضّل الجلوس مع الجهاز أكثر من قضائه مع الآخرين ويفقد اهتمامه بالرياضة وأصدقائه وممارسة هواياته، ويعتزل الناس والمجتمع، وتكون نفسيته دائما تميل نحو العصبية والتوتر، وتكون نتائجه في العمل أو الدراسة غير مرضية ويعاني من مشكلات أخلاقية أو حتى قانونية من خلال إدمانه على المواقع الإباحية أو المنحرفة.
على الآباء والأمهات إشراك هؤلاء الأطفال والشباب معهم في أنشطتهم ومنحهم الطاقة الإيجابية والمتابعة والخروج من دائرة المنزل إلى المحيط وهذا كفيل بإزالة التوتر والقلق.. النصيحة: شاركوا أبناءكم على مدار الساعة حياتهم، فالموضوع حساس وخطير!
في أمان الله..