[email protected]
الإحسان كلمة جميلة المعاني تستحق أن نقف عندها!
الإحسان إلى الناس خلق إنساني رفيع تعلمناه من ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وأهلنا، من قدم لي الإحسان والفضل أجازيه!
كلنا نقول في مفرداتنا وتعاملنا في مجتمعنا وداخل وطننا بضرورة الإحسان لمن أساء إليك، فما بالك بمن أحسن إلينا؟
هنا قمة السمو الإنساني والأخلاقي؟
في ديننا يُعرف الإحسان بما يلي: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
والإحسان عزيزي القارئ في الإسلام هو إتقان العمل الذي يقوم به المسلم وبذل الجهد لإجادته على أكمل وجه، خصوصا إذا كان العمل هذا خاصا بالناس.
أُوجه سطوري إلى صاحب القرار في الدولة بضرورة تطمين الناس في قضية (الوافد صاحب الـ 60 عاما وما فوق).
هناك أناس عاشوا بيننا في الكويت وهم شريحة لا يستهان بها وبعضهم ولد على أرض الكويت يسمعون همسا في مجتمعنا بأن من بلغ الـ 60 عاما عليه أن يرحل طواعية قبل القرار؟
من حيث المبدأ نحن مع الدولة والحكومة في تنظيم ما يخص التركيبة السكانية وعلى الجهة المسؤولة عن تطبيق هذا القرار ان وجد مناقشته من جميع جوانبه، نحن مع ترحيل العمالة الهامشية الزائدة، لكن هناك مقيما عاش معي أكثر من 25 عاما او اكثر وهناك من تجاوز نصف قرن أعطى الكويت جهده وشبابه طوال هذه السنوات ولديه ابناء وقضى عمره هنا على تراب الكويت الطاهر وهو مرتبط بها وجدانيا ومدبر أمره (عايش مستور)، لماذا في هذه الفترة (الكورونية) وهذا العمر (ننغص عليه حياته)؟
فئة كبيرة (تموت) قبل المغادرة ذكرياتها هنا!
أفنوا أعمارهم في الكويت، قدموا شبابا ويرحلون شيابا؟!
هم لا يقدرون على العيش خارج الكويت، كالسمكة إن أخرجتها من الماء ماتت؟
إن معالجة الاختلالات في التركيبة السكانية يمكن ان تكون بعيدة عن فئة من بلغ الـ 60 عاما وأكثر.
نعم.. هناك مئات الآلاف لا يعرفون غير الكويت وطنا وهم يفخرون بالكويت انتماء، وليست القضية الجنسية وإن كان كثير منهم يستحق الجنسية لأنه ولد على أرض الكويت وقدم أعمالا جليلة حقيقية.
ماذا يفعل الجد الذي سيُبعد عن أبنائه وأحفاده الذين يعيشون هنا؟
أعجبني التصريح الذي كتبته الزميلة بشرى شعبان في «الأنباء» عن الهيئة العامة للقوى العاملة التي نفت ما يتم تداوله في التواصل الاجتماعي بأنه لا صحة لوجود تعديلات على قرار منع التجديد لمن بلغ 60 عاما.
الكويت بلد قائد الانسانية ومركز العمل الخيري الانساني العالمي والدولي عليها ان تنصف هذا (المقيم الوافد) الذي بلغ الـ 60 عاما أو أكثر وليست عليه قضايا ولا جزاءات، وعلى (المتداولين في الميديا لهذه القضية الحساسة عدم نشر كل ما يرد في التواصل الاجتماعي وكأنه من المسلّمات وقد طبق لأن هذا مربك للحكومة والناس المتضررين).
كل الكويت متفقة على ضرورة تعديل التركيبة السكانية وعلى المشرّعين والمسؤولين تداول ما يدور بينهم في اجتماعاتهم بعيدا عن (الميديا) ويبقى الأمر رهين إصدار لائحة وقواعد الإجراءات الخاصة بمنح الاذن للإقامة والعمل ولا داعي لطرح قضايا قوائم الترحيل بالأرقام لأنها مفزعة ومتداولة لأن هذا القرار بالذات له ابعاد اجتماعية وإنسانية وأمنية ويكرس (مجتمع العزاب في الكويت)!
إن وجود أب كبير السن بين أسرته فيه بركة وخبرة تقي بلادنا من مخاطر تفشي السلوكيات غير السوية في ظل (غياب هذا الستيني او السبعيني)؟
وقالوها «اللي ما عنده كبير يشتري له كبير»؟
عزيزي القارئ عليك ان تكون دائما ايجابيا في القضايا التي تهم الناس وأنا أدعو كل عاقل ورشيد لطرح شعار: «الاستقامة تعطيك الإقامة».
آن الأوان يا كويت الخير والإنسانية، وهذه فرصة لماذا لا نفكر الآن في منح الإقامة الدائمة لكل من خدم الكويت خلال ربع قرن بلا جريمة أو جنحة مخلة بالآداب او ارتكاب حتى مخالفات مرورية وغيرها من المخالفات؟
اليوم بيننا رجال ونساء أفنوا أعمارهم وزهرة شبابهم في خدمة الكويت وحقهم علينا رد هذا الفضل والإحسان لهم.
سيقول (أحدهم) هم خذوا مالا مقابل ما قدموا؟ وأنا اقول له يا حبيبي: من يمضي ثلث عمره في مكان يتعلق به وصارت الكويت في دمائه يحبها لأنها مصدر رزقه وفيها امضى حياته وذكرياته فهل نتخلى عنه؟
٭ ومضة: أنا شخصيا لا أعول على مجلس الامة هذا بشيء، لكنني أركن الى الله عزّ وجلّ ان يوفق اصحاب القرار ومن بيدهم الحل ان يعطوا هذا الموضوع الانساني اهتماما وأن تدرس الحالات لأن حل هذه القضية سيكون مدخلا لإزالة الخلل السكاني وهناك من هؤلاء الناس (ابطال) بكل ما تعنيه هذه الكلمة ويستحقون منا جميعا ان نكرم (الشرفاء) الذين عاشوا بيننا بصدق وأمانة، وآن الأوان لإدماجهم في مجتمعنا وتطمينهم وفق نظام جديد مثلما فعلت دولتا الإمارات العربية المتحدة وقطر.. ولنرفع شعار: نريدهم شركاء دائمين معنا في مسيرتنا.
٭ آخر الكلام: هناك فئة تستطيع ان تتملك فلمَ لا نعطيهم الاقامة الدائمة ونسمح لهم بتملك العقارات وتأسيس الشركات والمضاربة بالبورصة وغيرها من مجالات التملك والنشاط الاقتصادي.
٭ زبدة الحچي: (25 - 30) سنة أمضاها هذا الوافد المقيم معنا مسألة تستحق النظر، ولأن الواجب والوفاء والسمو الانساني يحتم علينا اعادة النظر بمثل هذا القرار؟
أمضوا ثلثي عمره في الكويت بسجل جنائي نظيف. فلمَ لا نسمح له ونراقبه فإن ارتكب الزلل نطبق عليه كل الجزاءات!
الكويت طول عمرها تعمل الخير ولها من الخبيئات ما لا يعلمه إلا الله عزّ وجلّ ونرى ان من اوائل الأولويات اعادة النظر في قرار الـ 60 ان وجد!
نتوجه بهذا الهم الانساني الى «الحادب على دينه» «قائد المهمات الصعبة» وكلنا امل بأن تصدر مبادرة انسانية تمنح هؤلاء الشرفاء الذين عاشوا بيننا طوال اكثر من ربع قرن الاقامة الدائمة دون منة الكفيل، فلقد جاءوا إلينا في زهرة شبابهم فهل نرحلهم في آخر أعمارهم؟
لا نملك إلا الدعاء.. في أمان الله..