[email protected]
صرنا في الزمن الكوروني نعد أياما لنقلب صفحة شهر مضى وآخر قادم وتعودنا على «إجراءات واحترازات» كورونا (كوفيد - 19)، نصبح بحال ونمسي بحال أخرى في عالم أسميه (عالم كورونا)!
في زمن تفشت فيه السرقات والنهب والفساد، فغدت الكويت مكانا لغسيل الأموال والملفات الفاسدة وتجارة البشر للأسف!
طوال الأشهر السبعة الماضية تعبت الأنفس من (سجن كورونا) وحبسة البيوت والشقق، ناس هربت إلى الشاليهات، وآخرون إلى المزارع والجواخير، والأكثرية هربت إلى سواحل البحر وقضاء المشاوير ما بين أسواق وجمعيات وزيارات مخالطين!
استمر ذلك فترة من الزمان، ونتيجة الضغط والقلق والغلقة والحظر، كانت المماحكات هنا وهناك، وارتفعت الأصوات وتشنجت، وسرعان ما رجع الهدوء الآن بعد رفع الحظر.
خلال فترة كورونا (تكونت صداقات وتمزقت علاقات)! هناك من علمته كورونا الانفتاح وتكوين الصداقات ليوم ذي مسغبة! وآخرون تقوقعوا وآثروا السلامة بممارسة العزلة!
وهكذا هو ابن آدم، إما أن يأسره الحب ويسيطر عليه، أو يكون له طاردا وليس من أتباعه، رافعا شعار: وحداني عايش كده أنا وحداني!
لا نستطيع الحكم على (زمن كورونا) الآن، لكن بعد مرور الوقت ستكون حتما هناك دراسات وآراء تتكلم عن الأرباح والخسائر!
غير أن الثابت هو (تفرد) الهاتف النقال وسيطرته على مختلف أشكال البشر وفي كل القارات، والله وحده يعلم كيف ستكون الحال من (واتساب - تويتر - فيسبوك... إلخ).
اتضح لنا بعد مرور سبعة أشهر الآن على تفشي وباء كورونا في سنة 1442/1441هـ - 2020م، أن البشرية عانت من وجود حروب في بلدان بها عدم استقرار كما فعل الحوثيون في اليمن والفرقاء الليبيون الذين في دائرة الاقتتال المحتدم للتفرد بالكيكة التي توصف بأنها أغلى وأحسن (بترول - نفط) خام في العالم!
كما شهدنا ما آلت إليه (بيروت الحبيبة) التي تستشرف اليوم المستقبل في ظل الديناصورات!
كما مر بالعالم الكثير من الكوارث آخرها فيضانات بالسودان والنيجر وغيرها من الدول الأفريقية الفقيرة!
ما حدث 2020م غير ما حدث في كل السنوات، فقد عجز الكبار وكبر الصغار واحتدم التنافس فيمن يصل أولا إلى تصنيع العقار الشافي من كورونا، فمن يكون له السبق.. هل الصينيون أم الروس أم الأميركان أم الألمان؟.. ونحن العرب بالطبع غائبون عن هذا السبق..
عزيزي القارئ الكريم، دعنا من صياح «المتخالفين» و«المتزاعلين»، وأدعوك إلى ساعة صفاء وتفكر وهدوء آخذك فيها إلى أعالي الغيوم وما وراء السحاب، فالحب وحده القادر على جعلنا نمتلك القدرة على الخيال، لنرتفع إلى فوق ونمر على البحار والأنهار وتجمعات المياه والجبال والوديان والهضاب!
وأنا أقرأ سيرة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقفت على غيرته على زوجته فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم حين رآها تستاك بالسواك فغار من السواك وأنشد قائلا:
وحظيت يا عود الأراك بثغرها
ما خفت يا عود الأراك أراك؟
لو كنت من أهل القتال قتلتك
ما فاز مني يا سُواك سِواك
يا من تعيشون زمن كورونا هل وجدتم (حبا) بهذه الطهارة بين زوجين؟!
٭ ومضة: في الزمن الكوروني تقارب أزواج وزوجات، وتباعد آخرون، وتجمع إخوة وأخوات، وتفرق آخرون والتأمت أسر وعوائل وأصدقاء وأقرباء، لقد اجتاحت كورونا المجتمعات وأحدثت ما أحدثت، غير أن التأثير الواضح كان في الأزواج والزوجات، وكلنا يعلم أن الأنثى أو الرجل بلا مقاييس!
يقال والله أعلم: كل أنثى امرأة لكن ليست كل امرأة أنثى! وهذه من وجهة نظري حقيقة منطقية لا يكابر فيها ولا يختلف عليها اثنان!
نعم جميلة.. لكنها ليست أنثى، فمواصفات الجمال تتم بالسنتيمتر، بينما في ديننا مثلا تنكح المرأة لأربعة اعتبارات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع: لمالها وجمالها وحسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك».
٭ آخر الكلام: إن من عاش الزمن الكوروني، من الرجال والنساء، يعلم أن الجاذبية إنما تكمن في الأخلاق والجمال والحسب والنسب، ومربط الفرس في الدين!
ما أجمل العودة إلى الفطرة، فالأنثى الحقيقية هي من تشعرك بأنها امرأة، وليست «كبش نطاح» أو وعلا يتصارع من أجل النفوذ والقوة، وسر قوة المرأة في ضعفها!
٭ زبدة الحچي: عزيزي القارئ، دعنا نبتعد عن الزمن الكوروني ومارس حياتك بمحبة والتزام بالقيم والمبادئ والمثل، ولا تنس أنك بشر تحتاج إلى الغزل العفيف وصوت الحب والرومانسيات!
أيتها المرأة، نصيحة لك في (زمن كورونا) تعلمي كيف تحافظين على من تحبين، واجعلي حياتك ربيعا دائما، وفي زمن الجائحات يكون ذلك أكثر إلحاحا، ولا داعي أبدا لممارسة الاستفزاز، ويكفيكم ما تقوم به «كورونا»، وليكن «الحب» هو الطريق الأوحد لممارسة الحياة، فبه يسمو الإنسان ويرتقي.
وأترككم مع كلمات وزهيريات الأخ الشاعر عادل عيسى النشمي - أبوعيسى - الذي يقول في رائعة له بعنوان «أحبك هذي مشكلتي»:
أحبك هذي مشكلتي!
كثر شكواك تشل قلبي تعذبني...!
توقف نبض إحساسي، مثل ريشة بمهب الريح
مثل طير بلا ريش...
أنا أحبك..! نعم حبي يخليني أحس بزود بآلامك!
بأحلامك، بهمسك ويه خلانك
أحب في يوم تحس تشعر، وتتعذب بعد أكثر مثل ما أنا
أتعذب بحبك زود!
أنا أتعذب إذا حسيت أحد ضرك.. أحد مسك
بكلمة تجرح إحساسك.. بنظرة تفضح أستارك
أحبك وهذي مشكلتك!
في أمان الله..