[email protected]
شعارنا في السنة الكورونية.. لا تقنطوا من رحمة الله!
أتدري عزيزي القارئ معنى «الرحمة بالخلق»؟
هؤلاء الناس الذين معك في هذا الكوكب هم من البشر يحتاجون منك إلى الرحمة والشفقة والمساعدة، وكلما ساعدت هؤلاء الناس رحمك الله في زمن نعيشه الآن (عز الدينار) ولقب (الوسطاء) في حل مشكلات الناس، خاصة في تراكم الإيجارات السكنية وغيرها من أمور المديونية والسلف والديون وأقساط المدارس!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله» (رواه البخاري).
وفي الحديث الآخر: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» (أبوداود - الترمذي وصححه الألباني رحمه الله).
رحمة الله عظيمة ورحمة العبد للخلق من أكبر الأسباب التي تنال بها رحمة الله، ولا يخفى على القارئ اليوم كثرة الديون على الناس في جائحة كورونا سنة 1441 - 1442هـ الموافق 2020م وهنا لابد من كلمة شكر للكويت أميرا وحكومة وشعبا وجمعيات خيرية ولجاناً زكوية على موقفهم النبيل في تلمس حاجات الناس في الزمن الكوروني، وقد ساهمت خطب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في حث الناس على التبرع لكل أولئك (المحتاجين - الغارمين - الفقراء المساكين).
اليوم هناك مئات الآلاف ليس لهم (دخول) معيشية لأسباب كثيرة لست هنا بصدد عرضها وإنما الاشارة الى الأوضاع التي آلت إليها هذه الأسر، خاصة تراكم الإيجارات على مدار الشهور السبعة الماضية مما يستوجب قرارا من الدولة أو تكفل التجار بهذه الشريحة التي أراها تكبر يوما بعد يوم، فما العمل؟
قال تعالى: (إن رحمة الله قريب من المحسنين) الأعراف 56، ولله الحمد هؤلاء كثر في الكويت وهم المحسنون الى عباد الله، والإحسان الى الخلق أثر من آثار رحمة العبد بهم.
وإذا بليت بعسرة فالبس لها
صبر الكريم فإن ذلك أحزم
لا تشكون الى العباد فإنما
تشكو الرحيم الى الذي لا يرحم
الرحمة التي يتصف بها العبد نوعان:
- رحمة غريزية قد جُبل بعض العباد عليها وجعل الله في قلوبهم الرأفة والرحمة والحنان والعطف على الخلق ففعلوا بمقتضى هذه الرحمة جميع ما يقدرون عليه من نفعهم بحسب استطاعتهم، فهم محمودون مثابون على ما قاموا به معذورون على ما عجزوا عنه وربما كتب الله لهم بنياتهم الصادقة ما عجزت عنه قواهم.
لا يستر عبدٌ عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة.
- النوع الثاني نوع عجيب، فربما رحمة يكسبها العبد بسلوكه كل طريق ووسيلة تجعل قلبه على هذا الوصف فيعلم العبد أن هذا الوصف من أجل مكارم الأخلاق وأكملها، فيجاهد نفسه على الاتصاف بها ويعلم ما رتب الله عليه من الثواب وما فيما فوّته من حرمان الثواب، فيرغب في فضل ربه ويسعى بالسبب الذي ينال به ذلك ويعلم أن الجزاء من جنس العمل، ويعلم أن الاخوة الدينية والمحبة الإيمانية قد عقدها الله وربطها بين المؤمنين وأمرهم بأن يكونوا اخوة متحابين وأن ينبذوا كل ما ينافي ذلك من البغضاء والعداوات والتدابر والتقاطع، فلايزال العبد يعرف الأسباب التي يدرك بها هذا الوصف الجميل ويجتهد به حتى يمتلئ قلبه بالرحمة والحنان على الخلق، ويا حبذا هذا الخلق الفاضل والوصف الجليل، وهذه الرحمة التي في القلوب تظهر آثارها على الجوارح واللسان في السعي في إيصال البر والخير والمنافع الى الناس وإزالة الأضرار والمكاره عنهم، خاصة في هذا الزمن الكوروني من سنة 1442هـ الموافق 2020م.
٭ ومضة: وهكذا بقدر ما يحب الإنسان من الخير وعمل الخير فبقدر هذه المحبة والكرامة تكون رحمته وبره وإنفاقه عما حوله من ناس محتاجة وفي ضائقة وفاقة واحتياج.
أنا أعرف نتيجة تمادي البعض في التقاعس عن تسديد الايجارات وبعضهم قاصد وبعضهم ما باليد حيلة وآخرون مع الخيل يا شقرا!
تراكمت وصارت (همّا على القلب) للمستثمر المالك والمستأجر وما عدد القضايا المرفوعة في المحاكم وتخص الإيجارات المتأخرة إلا شاهد عما أقوله اليوم في الزمن الكوروني الذي انقطع رزق بعض الناس فيه وتراكمت ديونهم ولحجم كثرتهم جعلونا للأسف في حيص بيص!
قالها رسولنا صلى الله عليه وسلم: ارحموا عزيز قوم ذل وغنيا افتقر وعالما يتلاعب به الجهال.
٭ آخر الكلام: أعرف الكثير ممن تقطعت بهم السبل وصاروا مدينين نتيجة تراكم الإيجارات وانعكس هذا على النفسيات والأطفال، خاصة فيما يتعلق بسداد أقساط مدارسهم، وهذا همٌّ آخر للمحتاج والمتبرع الذي زاد عليه الضغط في هذا الجانب، والمطلوب أن تتعاون إدارات المدارس لأننا في جائحة والله يساعد المتبرع الذي زاد عليه الطلب ونقصت فيه السيولة.
٭ زبدة الحچي: ونحن صغار علمونا أن امرأة دخلت النار في قطة لا هي أطعمتها ولا هي سقتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت!
بينما امرأة (بغي) سقت الكلب الذي كاد يأكل الثرى من العطش، فغفر الله لها بسبب هذه الرحمة!
أيها الكريم في كل مكان لن ينقص دينارك ولا ريالك ولا درهمك ولا دولارك، ادفع فما نقص مال من صدقة.. الله يعين الناس والوسطاء في زمن كورونا والمتبرعين.. في أمان الله..