[email protected]
حظيت في نهاية هذا الأسبوع بكتاب نوعي أُهدي إليَّ وأنا من الشاكرين، ولا أُخفي أنني استمتعت بهذا الكسب الثمين في الزمن الكوروني، فما هو؟
كلنا نسمع ونقرأ ونرى التطورات الهائلة التي شهدتها البيئة الرقمية الجديدة وما فرضته من ثورة تكنولوجية هائلة في مجال الاتصال بشكل عام وقطاعنا الإعلامي والصحافي بشكل خاص، فقد بات من الصعب التنبؤ بمحتوى وشكل الصحافة اليومية، فقد قدمت الشبكة العنكبوتية بكل فروعها خدمة للإعلام المرئي والمقروء والمسموع على مدار الساعة، وأصبح الخبر ينتشر في وقته، يسابق الزمن، وليس مثلما كان يحدث سابقا، ينتظر وقته المحتوم! حيث لم تعد مجرد آليات حديثة الإنتاج، وإنما مجموعة متكاملة من الأبعاد البشرية والتشريعية والتقنية، واتضح أيضا حجم الأرباح والخسائر ونوعية الجمهور والشرائح البشرية.
من الزميلات اللاتي نعتز بهن ابنة «الأنباء» د.رشا فواز الضامن التي قدمت للمكتبة الصحافية والإعلام والصحافة بكل أنواعها كتابها الجديد القيم «المؤسسات الصحافية في ظل الثورة الرقمية»، والتي توضح فيه ما أحدثته التطورات الراهنة بتكنولوجيا الإعلام الجديد من تأثير ملموس في إدارة المؤسسات الصحافية واقتصاداتها، حيث استفادت إدارات المؤسسات الصحافية من البيئة الاتصالية الجديدة بما فرضته من حتمية تكنولوجية في الساحة الإعلامية، بل أحدثت تغييرات جذرية في كل جوانب ومراحل وتقنيات الصحيفة المتمثلة في تقنيات جمع المعلومات من الميدان وتوصيلها إلى مقر الصحيفة وتقنيات التوثيق الصحافي وتقنيات معالجة المواد الصحافية وإنتاجها، بالإضافة الى نشر المواد الصحافية ونقلها وتبادلها.
على مدى 3 أيام استطاعت د.رشا الضامن أن تشدني إلى عناوينها التي تهم كل من يعمل في القطاع الإعلامي والصحافي والمواقع الإلكترونية لأنها تعطيك مفتاح كل المتغيرات التكنولوجية ومعطيات البيئة الرقمية وأثرها في صياغة وتشكيل ملامح البيئة الرقمية الجديدة وتأثير هذه البيئة الرقمية على نمو مجتمع المعرفة وصناعة الإعلام وتطور ظاهرة الإعلام الجديد.
استطاعت المؤلفة بجدارة أن تشدني الى التطبيقات الإعلامية لشبكة الإنترنت والتحولات في البيئة الرقمية الجديدة على تحرير الصحف وإدارة غرف الأخبار، وعلى إدارة التحرير والمنصات الإعلامية ودورها في العمل الصحافي، خاصة في عمليات الإخراج وإنتاج وطباعة الصحف واقتصادات الصحف وصناعتها.
في الفصل الثاني من الكتاب القيم جالت بنا د. رشا في عالم البيئة الرقمية بدولة الكويت من خلال ترابطية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمعرفة واستخدام المواطنين والوافدين لتكنولوجيا هذه التطبيقات وخدمات التجارة الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعملية التوظيف ودعم التنوع اللغوي والثقافي وإجراءات التوثيق في الإطار القانوني والتنظيمي.
الإصدار الرقمي (عجيب) فيه إجابات لكل تساؤلاتك كصحافي تحتاج إلى البيئة الرقمية، وقد تناولت د. رشا الضامن في كتابها اندماج الإعلام المطبوع والمرئي مرورا بالمؤسسات الإعلامية (وكالة الأنباء الكويتية «كونا») والإعلام الورقي والمواقع الإلكترونية للصحف الكويتية اليومية ومنصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية وتدريب العنصر البشري في الصحف الكويتية.
ما أعجبني في الكتاب القيم فعلا أنه تناول دور جائحة كورونا في تعزيز مكانة البيئة الرقمية بعمل المؤسسات الصحافية، وقد شاهد قارئ «الأنباء» مثلا كيف تعاملت «الأنباء»، سابقة الزمن، في تطبيق تعزيز موقع التواصل الإلكتروني بكل ما في هذا الأمر من تطبيقات احترازية.
٭ ومضة: شكرا د.رشا فواز الضامن على هذا الجهد الصحافي التوثيقي، فقد نجحت في تعريف البيئة الرقمية وأوضحت مكمن الثورة الرقمية وما صاحبها من تطور ومن دراسة وفهم (التعلم عن بُعد) ودور المنصات وما أحدثته البيئة الرقمية من حتمية (تسيد) تكنولوجيا البيئة الرقمية الجديدة على العمل الإعلامي والصحافي وإدارة مؤسسات الصحافة.
٭ آخر الكلام: استطاعت البيئة الرقمية فرض وجودها، خصوصا في جائحة كورونا، محتوية كل التغيرات الإقليمية والعالمية، وبما يكفل لها لها البقاء والاستدامة!
٭ زبدة الحچي: استطاعت د.رشا الضامن أن تُبرز لنا الخطوات في عملية (الحوسبة الرقمية) بكل مراحلها وميكنتها بشكل يواكب التطورات التكنولوجية التي تشهدها الدول المتقدمة وانعكاساتها على الإعلام الورقي والإلكتروني في خطوات اقتصادية استثمارية تكفل لها البقاء والتواصل مع الجمهور عبر أكثر من وسيلة إعلامية من خلال الشبكة العنكبوتية.. شكراً د.رشا الضامن.. كتاب روعة وأنت الأروع منذ كنت محررة، والآن متخصصة بالبيئة الرقمية.. في أمان الله.