[email protected]
حكومتنا مدعوة لتفعيل كل الإجراءات والاحترازات التي تمنع تفشي وباء كورونا (كوفيد-19).
عشنا في الكويت فترة طويلة من حياتنا ونحن نطبق هذه العبارة «الهون أبرك ما يكون» لكنها أبدا لا تصلح أن تطبق بالوقت الراهن في العصر الكوروني 1442هـ الموافق 2020 م، وهذا الزمان المتقلب، حيث ابتعد الناس عن «الطريق الحق» وكل تخندق حسب مصلحته على حساب الكويت.
«الهون أبرك ما يكون» لا تصلح مع أُناس سرقوا الكويت واعتدوا على المال العام، وهذا المثل لا يصلح لمن غسل الأموال أو جلب المال من الطرق القذرة مثل المخدرات.
«الهون أبرك ما يكون» لا يكون مع أشخاص نهبوا ثروات الكويت أو استغلوا وظائفهم وخانوا أماناتهم.
اليوم الكويت تحتاج إلى مزيد من الحزم والشدة، أما لغة الدعوة الى التريث وصيغ التبريرات وقضايا التهوين والتساهل والمجاملات القبيحة التي دمرتنا، فلسنا بحاجة لها الآن في هذا الوقت العصيب في ظل تنامي الفساد وظواهر تقسيم المجتمع الكويتي خاصة الفرعيات.. نعم، لسنا بحاجة لدعوات التسامح والتغافل مع من خزن وجمع السلاح وهدد الكويت وأمنها.
على الحكومة أولا أن تتشدد الآن ضد كل الممارسات الفاسدة التي سهلت لهؤلاء الخونة والفاسدين تلويث الذمم وشراء الولاءات وعمولات ما فوق وتحت الطاولة.
لقد محيت دول عبر التاريخ من الخريطة لأنها تساهلت مع الظواهر المستجدة، وهذا ما عجل بضياع الهيبة، وعلى الحكومة ان تعجل بإجراءاتها لمنع كل الظواهر (الحرام) التي أفسدت الذمم وغيرت الولاءات.
إن (أصحاب الكيكة) لا يريدون الحزم الحكومي وهم من يروجون اليوم أن «الهون أبرك ما يكون» جملة صادقة وعبارة تصلح لكل زمان ومكان ولم الاستعجال «في العجلة الندامة وفي التأني السلامة».
قد يدرك المتأني بعض حاجته
وقد يكون مع المستعجل الزلل
الرفق والأناة شيء جميل، لكن في زمن الهبش والفساد لا وألف لا.
ومضة: «الهون أبرك ما يكون» منهج حياة كي تملك القلوب، وهو مسلك لتعاشر الناس في المجتمع الخالي من الفساد.
اليوم هذا المثل لا يصلح أبدا، فكيف أسامح مجاميع غسلت الأموال وقبلت بالرشوة وجعلت من نفسها قدوة أمام اعين أطفالنا ونحن نرى ونسمع ولا نتكلم لأنهم فرضوا في الإعلام واليوم بعد اتضاح حقيقتهم انتشروا يعلنون (الهون أبرك ما يكون).. مع مَنْ؟
مع سارق من المال العام.؟ أم هذا الذي غسل الأموال للأيدي الخفية التي مولته وأغدقت عليه العطايا ليطهر لها أموالها الحرام القذرة؟
آخر الكلام: باستطاعتنا أن نجعل المثل «الهون أبرك ما يكون» منهاجا إذا ضمنا أن يتداوله (المتطهرون) الذين يخافون الله، هنا فقط يكون هذا المثل قابلا للتداول وطريقنا لكسب القلوب والتسامح، وعلينا جميعا ألا نشجع «الهون أبرك ما يكون» إلا في موضعه الحق.
زبدة الحچي: أتريد أن يحبك الناس وأن تحظى باحترامهم وتقديرهم، لا تطرح هذا المثل في هذا الزمان على (زمرة فاسدة) نريد أن يطبق عليهم أعظم الجزاءات، فليس (لخائن وغاسل وسارق) مكان بيننا، ونرفض النصيحة التي تبدأ «بالهون أبرك ما يكون».
قال الشاعر:
وعينُ الرضا عن كل عيب كليلةٌ
ولكن عين السُخط تُبدي المساويا
إنها الدعوة الوطنية من الشرفاء لقبر مقولة «الهون أبرك ما يكون»!
..في أمان الله.