[email protected]
في مشهد مهيب يليق بحاكمنا قائد الإنسانية الشيخ صباح الأحمد ودّعت الكويت صباحها.. وبايعت أميرها الجديد سمو الشيخ نواف الأحمد.. إنها حقبة جديدة، ونهاية أُخرى.. وتابع العالم كله تتويجا تاريخيا لنواف الكويت، الحاكم الجديد، والذي نتطلع معه الى استشراف المستقبل ونحن في الألفية الثالثة وكلنا تفاؤل وأمل بأن القادمات أفضل لتحقيق طموحات أهل الكويت الأوفياء الذين أعلنوها قوية مدوية عنوانها الطاعة والانتماء والولاء لهذا العهد النوافي الجديد، وهو ليس بالغريب على شعبه فهم يعرفون شخصه وخصاله وهو القوي الأمين منذ أن تدرج في المراكز وتمرّس في الحكم ليجسد لنا اليوم حاكما استثنائيا جاء برغبة أميرية ودعم شعبي له كرجل دولة تُعقد عليه الآمال والتطلعات لقيادة الكويت الآن في هذه المرحلة المليئة بالتحديات وعلى رأسها الجانب الاقتصادي وضرورة- كما قال سموه- تطبيق القانون على الجميع.
هو رجل دولة بكل ما تعنيه هذه الكلمة، تدرب وتعلم في مدرسة الكويت الشاملة بدستورها وديموقراطيتها وحكم أسرة آل الصباح الذي امتد الآن لأكثر من 300 عام من الحكم التاريخي لهذه الأسرة العريقة الولادة بدءاً من الشيخ مبارك الكبير، رحمه الله، ووصولا إلى حكم النواف أطال الله في عمره، والعالم كله شاهد الإجماع الشعبي والبرلماني والسياسي على مبايعة سموه حاكما للبلاد لحب شعبه له لخصاله الإنسانية الكثيرة، ومنها حبه للدين والخير والعدل والمساواة، وهو الذي نذر نفسه وحياته لخدمة الكويت وأهلها ومن أبرز الحقائق المعروفة عنه أنه لم يأخذ إجازة في المناصب والمراكز التي احتلها.
أُسطّر لكم جوانب مضيئة عايشناها من لدن سموه في هذه الحياة:
ـ في أحد مساجد الكويت وعقب صلاة الجمعة خرج سموه بعد أن سلم على المحيطين به من الكويتيين وغيرهم بكل التواضع الجم والابتسامة وكان معنا ايضا الأخ محمد المليفي، فسأله الأستاذ محمد مساعد الصالح، رحمه الله: يا شيخ يا سمو ولي العهد أين الحراسات الأمنية؟ اتدرون بماذا أجاب الشيخ نواف الأحمد؟.. ابتسم ثم رفع رأسه إلى السماء!
ما أروعها من إجابة.. ربنا يحفظك من كل مكروه وسوء يا رب العالمين.
ـ في تخرجنا من معسكر سويحان الإماراتي تأثر سموه أمام المتطوعين وقال: أنتم الطليعة الأولى والبذرة الصالحة وكنا وقتها نعاني من آثار العدوان العراقي الصدامي، فجاءت كلماته بلسما لنا خاصة عندما طمأننا قائلا: أراكم في الكويت المحررة.. ولأول مرة نرى دموع سموه الغالية من أب حانٍ على أولاده من ويلات الحرب، وبالأمس رأينا نفس الدموع الغالية في جلسة التتويج وأداء القسم.
ـ تواضعه: رأيناه في أحد مساجد الكويت العامرة بالمصلين وهو يشق طريقه إلى داخل المسجد ليجلس ثم يتناول المصحف ليقرأ سورة الكهف والقرآن الكريم وفي جانبه وهو جالس طفل كويتي يلبس الزي الوطني «غترة وعقال» والظاهر كان (منشولا فيه زكام) وكان يحتاج إلى ورق يمسح به أنفه، ووجدنا سموه يتخطى المصلين إلى الصف الأول ويتناول (علبة كلينكس) ويضعها بالقرب من هذا الطفل.. لحظة صامتة لكنها كبيرة بالمعاني والتواضع الجم.
ـ شاهدنا بالأمس تتويجه وكيف رد تحية المواطنين ونواب الأمة داخل قاعة عبدالله السالم وهو يرفع يديه إلى قمة رأسه (عبارة شكر) شاكرا ومحييا الحضور الوقوف الذين يحيونه، لقد قال عبدالملك بن مروان: إذا أحب الله يوما عبده، ألقى عليه محبة الناس.
ـ النواف القريب من شعبه الحادب على دينه تجد هذه العبارة في مسجد بلال بن رباح بمنطقة الصديق والذي بفضل رعايته صار اليوم معلما دينيا يجذب أهل الكويت من كل المناطق خاصة في صلاة التراويح والقيام والجُمع، خاصة أن سموه كلف فيه مجموعة من القراء الذين يتلون القرآن الكريم بالقراءات المختلفة، وبالأمس شاهدنا ضيوف الكويت وأفرادا من أسرة الصباح في الصفوف الأولى في الانتظار للصلاة على فقيد الكويت الكبير.
٭ ومضة: أمير الكويت الجديد بقدر ما يدنو من العظمة بقدر ما يدنو من التواضع، فلقد تعلم في مدارس حكم مختلفة بدءاً من مدرسة والده الشيخ أحمد الجابر والشيخ عبدالله السالم، والشيخ صباح السالم والشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله والشيخ صباح الأحمد ـ رحمهم الله جميعا.
يقول أصحاب اللغة العربية إن اسم (النواف) هو المكان المرتفع من كل شيء، كثير الشموخ المتفوق على ما دونه، وهذا كله في حاكمنا الجديد، خاصة تواضعه وحزمه. قال الشاعر:
إن الأمانة ثقل ليس يحمله
إلا وفيّ كبير القلب إنسان
٭ آخر الكلام: مات والدنا العود «صباح» ذلك قدر الله الذي لا راد له، وعاش (نواف) ذلك قدرنا الذي اخترناه بالإيمان واليقين بأن أميرنا الراحل قد عرف اليقين لمن يسلم دفة الحكم ولمن يعقد اعلامها.
ولتحيا الكويت، لتحيا الكويت، لتحيا الكويت، عربية محافظة على عروبتها ودينها الإسلامي، ومؤمنة بأن فارسها النواف يمضي بها إلى ساحات المجد والعلو والانتصار.
٭ زبدة الحچي: حين يتولى سمو الشيخ نواف الأحمد مسند الإمارة ليكون خير خلف لخير سلف.. كيف لا؟
وهو منذ قرابة النصف قرن (حاكم) يتمرس أُصول القيادة لتجني الكويت وشعبها الوفي الأصيل (قائدا تاريخيا) لم يبخل يوما على وطنه وشعبه بجهده وفكره، ومن حكمة أسرة الخير آل الصباح الكرام وما تنجبه من حكام يتوالون على مسند الإمارة، وشعار أهل الكويت الطاعة لسموه أميراً وأمينا وحافظا على الكويت وأهلها الكرام الذين هم الثروة الحقيقية الدائمة لا الزائلة وراية يحملها الكويتي جيلا وراء جيل.. تفاءلوا خيرا فرغم كل المشاهد والتحديات ستعبر الكويت إلى بر الأمن والأمان في ظل حارسها الأمين «النواف» الذي ندعو الله عز وجل أن يرزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تدله وتعينه على كل خير، وهو اليوم عنوان للطمأنينة في استشراف المستقبل الواعد إن شاء الله.. في أمان الله..