[email protected]
دُفن العم خالد سعـد مـحمد الحقـان يوم الأحد 17 من صفر 1442هـ الموافق 4-10-2020 عن عمر ناهز الـ 90 عاما، ودُفن في مقبرة صبحان في سنة الكورونا، حيث مازالت عمليات الدفن تطبق الاجراءات بحضور الاقرباء من الدرجة الاولى.
في حي المطبة سنة 1930 بمنطقة شرق وُلد المغفور له بإذن الله تعالى العم خالد سعد محمد الحقان، ثم انتقل مع عائلته إلى (قرية الفنطاس) سنة 1937 ودرس في (الكتاتيب) القراءة والكتابة والقرآن الكريم.
ومنطقة «المطبة» سكن قديم للكويتيين، وقد سكنها القلاليف ومجموعة من الخياطين وعائلات كويتية منهم القطامي والعسق وبن دوخي والرشدان وعبدالرحمن الخراز وعائلة المسبحي والحلابيج والهدهود وغيرهم.
دخل الغوص مع جده في سنبوك المطيران من سفن الكويتيين قبل ثمانين عاما للنوخذة محمد علي الحقان، وعمل في الزراعة مع أخيه (حمد) بوسالم في (دكان الحقان) بالفنطاس، وكان هذا الدكان ملتقى أهل الفنطاس وأبوحليفة والمنقف والفحيحيل ورجالات الكويت من مختلف المناطق، وكان (الدكان) مقرا لتسويق المواد الغذائية بعد ركود المحصول الزراعي في عام 1952 وملتقى أبناء المنطقة.
وكان والده، رحمه الله، مسؤولا عن توزيع التموين في الفنطاس القديمة، وقد اسسوا دكانهم بألف روبية حينذاك.
عمل العم «أبومشاري» في وزارة الصحة مراقبا، وفي مستوصف الفنطاس سنة 1962، واستمد شعبيته وعفويته من مواطنيه، واخذ من والده الورع والدين واخلاقيات النوخذة الكويتي الشقردي!
وعُرف عن العم خالد أنه تتلمذ على يد عمه المرحوم بإذن الله تعالى العم أحمد بن علي الحقان الذي علَّمه الشعر وشيلات العرضة، والعم خالد الحقان من مؤسسي فرقة الفنطاس ويُعد مرجعا لكثير من الأمور الشعرية والعرضات وأمور الحياة، وقد شارك في حفر عين في الفنطاس اسمها «البلداني» وكذلك ملا مزعل الصلال ومجبل الفرج، وهناك عين اخرى اسمها «سلسبيل»!
وكل اسر الفنطاس لها تاريخ يجمعها وبهمتهم العالية «سووا» الفنطاس التي نراها الآن، المتألقة بأمثال الذين رحلوا او الذين مازالوا على قيد الحياة، اطال الله في أعمارهم.
في إبان الاحتلال العراقي غادر الى جمهورية إيران الإسلامية بناء على نصيحة اخوانه وجيرانه، وذلك بعد ان زادت تحريات المخابرات العراقية عنه، ولأن من ابنائه ضباطا في الجيش والحرس الوطني، وظل لمدة شهرين ثم نزح إلى أبناء عمومته في الحاير بالمملكة العربية السعودية عند أولاد عمه وقبيلته من سبيع الشجعان والكرماء، والحاير معركة وقعت في عام 1237هـ بين قبيلة سبيع والدولة السعودية الأولى، ورجع بعد تحرير الكويت إليها وبدأ يجلس مع أخيه أبوسالم - طيب الله ثراه ومثواه - في «دكان الفنطاس» وكنت عندما أمرّ عليهم للسلام أجد العم محمد الناصر الحمدان - بوجاسم - رحمهم الله جميعا.
رجال أخيار من الزمن الجميل والبركة في نسلهم وذراريهم أصحاب ايادي بيضاء في وطنهم.
ومن أبنائه البررة الكرام العقيد مشاري الحقان في الحرس الوطني، ومن أبنائه العميد مساعد الحقان ضابط في الجيش، وعبدالسلام واحمد اللذان يعملان في شركة النفط، كلهم أشبال من ذاك الأسد.
وتعتبر عائلة الحقان من المؤسسين لقرية الفنطاس مع بقية العوائل الكريمة التي تحولت بعد تمددها إلى منطقة ولهم تاريخهم المضيء فيها، وكان العم (خالد) رحمه الله واحدا من أبرز رموزها والذي عُرف بالتدين وسماحة الخلق والعمل الصامت، وهو من أهل الخير وأحد رجالات الكويت من الرعيل الأول ومن (الشخصيات الفنطاسية) التي لها مآثرها وتاريخها، وعُرف عنه العمل المثابر من أجل الكويت وإرضاءً لله عز وجل وكسب الثواب والخدمة العامة خاصة لمن يلجأون إليه طلبا للمساعدة هو وإخوانه حمد الحقان - بوسالم رحمه الله - وسلمان - بوعبدالله أطال الله في عمره، وهو من اوائل النظار الذين كان لهم دورهم في التعليم، يوم كان التعليم «معلم ومدرسة»، محضنا للتربية والتوجيه والسنع!
لقد كنت مواطنا صالحا يا خالد، وتاجرا ضابط الميزان، ولا عجب أن دعت لك الكويت والفنطاس طيب الله ثراك ومثواك يا ابن الأكرمين، رحمك الله يا أبا مشاري، فلقد كنت بلسما مداويا لمواطنيك وعائلتك وجيرانك وأحبابك ومعارفك، وقد علمته والدته صلة الارحام وذوي القربى، وكان هو واخوانه بررة بأمهم حين بنوا لها مسجدا في مصر.
اليوم.. نرثيك ونحزن على فراقك وسيفقدك ديوانك العامر في الفنطاس، وهكذا هي الحياة، والبركة في مشاري ومساعد - عبدالسلام - أحمد، وهم على دربه سائرون بإذن الله.
٭ ومضة: نرثي العم خالد الحقان - بومشاري - وندعو له بالفردوس الأعلى من الجنة، ونعزي أهلنا آل الحقان الكرام وأصدقاءه ورواد ديوانه العامر والعزاء موصول إلى أستاذنا الكبير المربي سلمان الحقان - بوعبدالله - أطال الله في عمره في صحة وعافية.
٭ آخر الكلام: لم يمت العم خالد الحقان، فلنا في نسله وذراريه كل الخير، فهم امتداد لتاريخه وسيرته العطرة، وتبقى الحقيقة (كل نفس ذائقة الموت).
عبر وعظات من الموت هادم اللذات القاطع لكل فرحة.
٭ زبدة الحچي: وترجل ابن الكويت البار بوطنه وأهله وصحبه عبدك خالد الحقان وهو في ذمتك وجوارك فقِه فتنة القبر وعذاب النار، ارحمه تحت الأرض واستره يوم العرض ولا تخزه يوم يبعثون.
اللهم أسكنه فسيح جناتك وأفض عليه من رحمتك يا رحمن، إنه جاء ببابك وأناخ بجنابك فجُد عليه بعفوك وإكرامك وجودك وإحسانك، اللهم اجعله مع المتقين في جنة الخلد.
رحيلك يملأ قلوبنا بالأحزان يا أبا مشاري يا ابن الفنطاس، ولا نقول إلا ما تعلمناه في ديننا (إنا لله وإنا إليه راجعون).. والله إنك يا خالد فقيدة.. وتسقط دمعة.. لا تنسوه من دعائكم لعلها ساعة استجابة.. في أمان الله.