[email protected]
فرضت «كورونا» استراتيجيتها على الجميع، حكومات وشعوباً، كبيرا وصغيرا، وحلت في المجتمعات (ثقافة جديدة) قائمة على (البُعد والابتعاد)!
وعاد الطلاب إلى (التعلم عن بُعد) وهذا له تبعاته المالية الجسيمة، لأن التعلم عن بُعد له وسائله الخاصة، فكل طالب وطالبة عليه أن يوفِّر لنفسه (كمبيوتر) أو (لابتوب) حتى يستطيع أن يتعلم، وإذا كان ولي الأمر غير قادر على توفير هذه المستلزمات، فيحرم الطالب أو الطالبة من التعليم!
دراسة «الأونلاين» تستلزم وجود لابتوب (يله) قبلنا بالأمر الواقع واللي عنده (3 - 4 - 5 أبناء) ويحتاج إلى إنترنت فماذا يعمل؟!.. ألا تكفي الإيجارات المتراكمة؟ اقساط المدارس؟
إذا قلنا إن تبعات التعلم من بُعد أخطر من «كورونا» فهذا قول حق.
كل أسرة من أب وأم يهمهم (تعلّم أولادهم)، فأهل العلم لهم مكانة خاصة، فالإنسان المتعلم غير الأميّ الجاهل، وإنما يعرف الفرق بينهما أولو الألباب والعقول..
يقول عز وجل: (..قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) الزمر 9.
السؤال: من يوفِّر لولي الأمر غير القادر على سداد مصاريف التعلم عن بُعد؟
لا شك أن من مهام الجمعيات الخيرية أن تتولى مساعدة أمثال هؤلاء المحتاجين، غير أن الأوضاع الحالية ومع تراجع التبرعات يُبقي الأمر (صعبا)!
وحتى لو طلبنا التدخل الحكومي ومع هذه التصريحات الحكومية التي تهلل بصعوبة المرحلة الحالية واللاحقة ماليا، نلوذ بالصمت!
التعليم أمر ضروري وإلزامي، فالعلم يرفع قدر الإنسان، وهو سلاح الإنسان لعاديات الزمن، فحسب أهل التعليم فخرا ما قاله سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرَّم الله وجهه:
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم
على الهدى لمن استهدى أدِلَّاء
وقدر كل امرئ ما كان يُحسنه
والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا به أبداً
الناس موتى وأهل العلم أحياء
فالعلم عزيزي القارئ أفضل من المال، لأن المال ينفد والعلم باق ليرفع صاحبه الى العلا ويعلي مقامه في العالمين.
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: خُيّر سليمان بن داود عليهما السلام بين العلم والمال فاختار العلم فأُعطي المال والملك معه.
نحن نعيش اليوم في عالم وعصر كل شيء فيه خاضع للعلم والتقدم والحضارة كلها تقوم على العلم والتعليم والتعلم.
بدأ العام الدراسي وهناك (فئة) في مجتمعنا لا تملك المال كي تشتري الكمبيوتر أو اللابتوب، فمن يقدم لهم هذه المكرمة؟
كم تلميذا وطالبا يقول لوالده أو والدته أريد «لابتوب» كي أدرس؟
أريد الإنترنت؟ أريد من يسدد كل احتياجاتي كي أتعلم!
يقولها غير القادرين:
لماذا لا تحظى مطالبنا بالمساندة، فالعام الدراسي يمر ويمضي ونحن جلوسا في البيت نبلع همومنا ونتجرع دموعنا، وليس لنا إلا الله نفر إليه ضارعين بالدعاء: ربنا عجِّل فرجك علينا.
٭ ومضة: بنوك وشركات وجهات حكومية وخيرية، لماذا لا تكون هناك (مبادرة كويتية) والكويت أهل لهذه المبادرة بأن تطلب من هؤلاء الطلاب المحرومين من التعلم عن بُعد بأن يكفكفوا دموعهم ويتسلموا أجهزة يحصدون بها التعلم عن بُعد؟ توفير الأجهزة يساعد هؤلاء المحتاجين والمعوزين لدخول التعلم عن بُعد.
لماذا لا نستبدل دموع الأمهات والآباء بتوفير هذه الأجهزة لكل محروم فيخف حزنهم وذلهم ويتعلم عيالهم عن بُعد؟!
٭ آخر الكلام: الله يساعد الأمهات والآباء، فقضية التعلم عن بُعد (مشكلة المشاكل) فغير الأجهزة هناك حاجة لمتابعة الطالب حتى لا ينشغل عن درسه! لازم في البداية يتابع الآباء والأمهات ابنهم حتى ينتظم في التحصيل العلمي.
هناك كثير من الأمهات الكويتيات يعملن في الصباح وإن رجعن من الدوام يحتجن إلى فترة راحة في الظهر، والتعلم عن بُعد الآن صباحا وعصرا ومساء!
كورونا (أتعبت) الجميع، وإنني أتوجه الى قطاع التعليم من مدرسين ومدرسات ومعلمين ومعلمات وفي كل الحالات نحتاج من أساتذتنا الأفاضل الآن في هذه المرحلة إلى (معاملة خاصة) وتعاون نحو أبنائهم الطلاب والطالبات، فالتعلم عن بُعد أمر ضروري وحيوي، وعلى الجميع البدء به وتعلمه لأن القضية «مطولة شوية»، وحتى يعوِّض الأبناء ما فاتهم من دروس! ونكون قدوة لهم في هذا التوجه الجديد من التحصيل العلمي والأدبي.
٭ زبدة الحچي: وزير التربية مدعو إلى تفعيل أدوات التعلم عن بُعد باستخدام إحدى قنواتنا الفضائية (تلفزيون الكويت) لعمل دروس نموذجية وتعزيز ثقافة الآباء والأمهات وجعل هذه المحطة بالتعاون مع وزارة الإعلام في إطار تعاون مشترك يرفع من مستوى الآباء والأمهات والأبناء في قضية التعلم عن بُعد.
في الختام: نحمد الله على أننا في الكويت (مركز العمل الإنساني) وبلد الخيرين والكرماء خلوها (حملة شعبية) لتوفير أجهزة التعلم عن بُعد لغير القادرين.
أدعو الله عز وجل أن يحفظ الكويت ويجد كل محتاج ضالته في ديرة «الأيواد» الطيبين.
أدعو الله أن يحفظنا من «الكورونا» ويصرفها عاجلا غير آجل، بالفعل الناس تعبت!
ادعوا الله.. وأنتم موقنون بالإجابة.
٭ تهنئة: نبارك للأخ الشيخ مبارك الفيصل تعيينه مديرا لمكتب صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد.. الله يساعدك في أداء عملك ورسالتك وأعطيت القوس باريها.. ربي يوفقك تستاهل الخير كله.
وتهنئة موصولة للفريق المتقاعد عبدالفتاح العلي الذي تم تكليفه بمتابعة تنفيذ الاشتراطات الصحية.. قدها «بو أحمد» والله يوفقه لما فيه مصلحة الكويت، لأن الحزم مطلوب، والفريق سيف مجرب.. مبروك.
في أمان الله..