Note: English translation is not 100% accurate
زيارة ناجحة
السبت
2006/9/9
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1330
بقلم : يوسف الراشد
تجيء زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ حفظه الله ـ للولايات المتحدة الأميركية، وسط متغيرات إقليمية ودولية تتسم بالتسارع والخطورة معا، وهو أمر يحمل انعكاسات موثرة على المنطقة، إن لم يكن على العالم قاطبة.
ولا شك أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة على المستوى المحلي، لأنها تجيء في إطار خصوصية العلاقة الوطيدة بين الكويت والولايات المتحدة التي عبر رئيسها جورج بوش عن تقديره للكويت بوصفه لها بالحليف الاستراتيجي القوي، وهو وصف يبرز المكانة التي تتبوأها الكويت في السياسة الدولية، وما تحظى به من تقدير ليس لدى القطب الأوحد في العالم فحسب، بل لدى الأقطاب المؤثرة في المجتمع الدولي، وهي مكانة لم يكن للكويت ان تحظى بها إلا بسياسة متوازنة هادئة تنظر بواقعية الى المعادلات المعقدة التي تحكم العلاقات الدولية، وتتعامل معها بديبلوماسية متوازنة أرسى دعائمها أبوالديبلوماسية وعميدها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد منذ كان سموه وزيرا للخارجية، حيث كان يحرص دائما على ان تكون الكويت في قلب العالم، وان تحتفظ بعلاقات مع كل الأطراف، وان تمرر مصالحها السياسية وسط المتناقضات المتقاطعة من دون ان تهدر حقا، أو تفرط في مسؤولية.
والآن إذا كانت هذه الزيارة تصب في خانة تعزيز الصداقة القوية بين الكويت وواشنطن تأسيسا على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والقيم الديموقراطية التي يؤمن بها كلا البلدين، فإن هذه الزيارة الناجحة تكتسب أهمية إضافية من تحقيقها مصالح عربية سواء على الصعيد اللبناني أو الفلسطيني، بعد ان انتهى التصعيد الأخير، وباتت الحاجة ملحة الى البحث عن طرق للتسوية الشاملة بين العرب واسرائيل انطلاقا من احترام المواثيق الدولية والقرارات ذات الصلة، بما يضمن الحقوق للجميع حقنا للدماء، وإرساء للأمن والاستقرار في المنطقة المشتعلة، ولا جدال في أن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بما يحظى به من احترام دولي وتقدير كبير بين زعماء العالم، جدير بأن يطرح هذه القضية المعقدة للبحث مع المسؤولين الأميركيين.
كما ان هذه الزيارة ـ بلا شك ـ سيكون لها أثرها المشهود في شأن قضية العلاقة المتوترة بين واشنطن وإيران، والتي زاد من تصعيدها إقدام الأخيرة على مواصلة نشاطها النووي، رغم اعتراض وتهديد المجتمع الدولي، وهو الأمر الذي يمكن ان يسفر عن اشتعال الخليج مجددا، الأمر الذي تخشاه الدول الخليجية لآثاره السلبية على المنطقة على الأصعدة كافة.
إن هذه الزيارة تمثل إضافة مشهودة في مجال توطيد العلاقة بين الكويت وأميركا، ولكنها قبل ذلك وبعده أحد الأمثلة على استثمار الكويت مكانتها الدولية من أجل مصلحة محيطها الإقليمي وقضايا أمتها العربية، التي حرصت دائما على الاضطلاع بها، بوصفها هموما خاصة بها.
اقرأ أيضاً