Note: English translation is not 100% accurate
هكذا الطغاة يعدمون
الاثنين
2007/1/1
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1586
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
أخيرا استسلم الطاغية صدام حسين لحكم العدالة، ليضع نفسه في «مقبرة» واحدة مع بقية اساتذته «التاريخيين» الذين تعلم منهم الديكتاتورية، وقهر الشعب، وظلم الأبرياء، وقد ظن أنه ـ بعد أن اختطف سدة الحكم في العراق في غفلة من الزمن ـ سيظل متربعا على قمة الوهم التي اختلقها لنفسه، مستعينا على مواصلة احلامه بتصفيق أزلامه، وتقريظ شركائه في الضلال، وتهليل الخائفين من بطشه.
وضع صدام عنقه في حبل المشنقة، بعد ان تطاول به الغرور، فتخيل انه سيكون أكبر من حكم التاريخ الذي قد تأخر قليلا، فأغراه بالتمادي في غيه، حتى صارت أفعاله نفسها حبلا مبرما يلتف حول رقبته، ولفرط جهله كان يوغل في الظلم، وكأنه لا يعلم انه في كل مرة يقهر فيها مظلوما أو ينتهك قانونا، انما كان يحكم ـ بيديه ـ حبل المشنقة حول هذا العنق الذي ظل سنوات طوالا ينظر الى شعبه معرضا، وكأنه لا يطيق أن يرى الشعب مواجهة.
لكن ما يؤسف له حقا، أن هذا الطاغية قبل ان يدخل رأسه في دائرة الحبل، كان قد أدخل المنطقة العربية كلها في نفق مظلم نرجو الله ان يخرجنا منه بأقل الخسائر الممكنة.
لكن الذي يثلج الصدور الآن ان حكم التاريخ قد نفذ في هذا الطاغية المجرم بعد ان ظن البعض انهم يستطيعون ان يؤجلوه الى اجل غير مسمى، او حتى يعينوا الطاغية على الإفلات منه الى النهاية، بينما يئس كثير من مظلوميه وضحاياه، من العدالة التي أبطأت فظنوها ستغيب الى الأبد، وكأن الجميع تناسوا ان الحكم العادل في المتجبرين الطغاة ـ وان تأخر قليلا ـ سيجيء في لحظة واحدة، بغتة او تسبقه مقدمات، ليطبق قبضته الحديدية على عنق من ظلم وقهر وبطش، فقد كان هذا مصير الطغاة عبر التاريخ: هتلر وموسوليني وشاوشيسكو، وغيرهم من الباطشين الذين تلاعبوا بشعوبهم، وقذفوا بثروات بلادهم أدراج العاصفة، وأحرقوا الأخضر واليابس، ثم جلسوا على حواف مدنهم التي خربوها، يضحكون ضحك المجانين والسكارى، ويركلون بأرجلهم المتبلدة جماجم ضحاياهم.
الآن ـ بإعدام الطاغية سفاك الدماء ـ يمكن أن يطل ضوء شمعة في نهاية النفق المظلم الذي ألقى فيه الأمة العربية، حين احتل الكويت في الثاني من أغسطس المشؤوم، كأنما كان يسرع الخطى مدفوعا بقوة القدر، لكي يضع عنقه في دائرة القصاص.
اقرأ أيضاً