Note: English translation is not 100% accurate
منارة للحق
السبت
2007/1/6
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
ربما يكون من السهل إصدار صحيفة، لكن الصعب أن تتخذ هذه الصحيفة لنفسها نهجا خاصا ورؤية متميزة وملامح متفردة عن غيرها في خضم العاصفة الإعلامية التي تجتاح العالم، ويبقى الأمر الأكثر صعوبة هو أن تستطيع هذه الصحيفة الحفاظ على خصوصية نهجها وتفرد توجهها، والقدرة على مواصلة العمل وسط تحديات الواقع وتقاطع الأحداث.
ولعل جريدة «الأنباء» هي احدى الصحف القليلة التي راهنت، منذ انطلاقتها الأولى قبل 31 عاما، على أن تجعل من اسمها عنوانا لفلسفة صحافية متفردة ترتكز على أن رسالة الصحافة هي حق الناس في أن يعرفوا ما وراء الأحداث التي تؤثر في حاضرهم ومستقبلهم، ومن ثم فقد اختارت «الأنباء» منذ اللحظة الأولى الانحياز لمصلحة الوطن والمواطنين، معتبرة أن مهمتها الصحافية الكبرى هي الإسهام في بناء مجتمعها من خلال المعلومة الحقيقية، والتحليل النزيه، والنظر الى الأحداث بعيدا عن الهوى والغرض، ولعل هذا ما يلاحظه القارئ، متجسدا في بُعد «الأنباء» عن كل ما يمكن أن يمس الوحدة الوطنية للمجتمع الكويتي خاصة، ومحيطه الخليجي بصورة عامة، فلم تجعل من السبق الصحافي (وهو مدار المنافسة بين الجرائد المختلفة) طُعما للانخراط في مزايدة فئوية أو طائفية، فقد ظلت ـ على الدوام ـ تنظر الى الوحدة الوطنية بوصفها قضية تتعلق بأمن المجتمع واستقراره، لا تخضع للمزايدة، ولا تنزلق وراء إغراء السبق الصحافي، حيث اعتبرت «الأنباء» انها في خدمة الوطن دائما، وان مصلحة الكويت تعلو على مغريات المجد المهني إذا كان هذا المجد المهني يعارض المصلحة العليا لشعب الكويت.
وفي الامتحان الصعب الذي خاضه الوطن والشعب في 2 أغسطس 1990، لم تركن «الأنباء» الى الظل، منتظرة أن يعمل الآخرون من أجل أن يستعيد الوطن والشعب سيادتهما على أرضهما، فأخذت هي زمام المبادرة، وانتقلت لتستأنف الصدور من القاهرة، حاملة معها رؤيتها المتفردة ونهجها المتميز، وقبلهما فلسفتها الصحافية العاشقة لتراب الوطن، وظلت تحمل شعلتها المتوهجة تضيء درب الأمل للكويتيين، سواء المقاومون تحت الاحتلال، أو المشتاقون الى تراب كويتهم في عواصم ومدن العالم حينذاك، وحملت قضية وطنها على كتفيها، واتخذت من صفحاتها منبرا «جوالا» يعلن عدالة الحق الكويتي، ويكشف لأحرار العالم فظائع الاحتلال البعثي المقبور.
ولعل من مفارقات التاريخ أن يُعدم المجرم المقبور قبل أسبوع من احتفال «الأنباء» بعيد ميلادها، فكأن اجتماع المناسبتين معا إعلان عن سقوط الطاغية المقبور، ذاهبا ببشاعة ظلمه وحماقة خطاه، بينما «الأنباء» التي حاربته بالكلمة الحرة والإيمان العميق بالكويت تواصل الصعود من أجل وطنها الذي كان دائما غايتها وعشقها، وكانت حمايته ورعاية حق شعبه رسالتها ومهمتها الصحافية الكبرى.
نهنئ «الأنباء» بعيدها الحادي والثلاثين، وعقبى للعيد الحادي والثلاثين بعد الألف، منارة للحق، ومنبرا للوطن، وصدرا حانيا يتسع للكويتيين جميعا، وينطق بهتافهم الدائم بحب الكويت وافتدائها بكل غال ونفيس.
اقرأ أيضاً