Note: English translation is not 100% accurate
العمل الخيري في الكويت
الثلاثاء
2006/9/5
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1344
بقلم : يوسف الراشد
اثلج وزير العدل والاوقاف والشؤون الاسلامية قلوب الكثيرين من ابناء الكويت، حين ادلى بتصريحه المنصف الذي اكد فيه على نظافة العمل الخيري لجمعيتي «الاصلاح الاجتماعي» و«احياء التراث»، في رد رسمي «مطلوب وواجب» على ادراج السلطات الروسية للجمعيتين على قائمة الارهاب، واتهامها لهما بأنهما تسهمان في تمويل العمليات الارهابية.
فالشعب الكويتي المجبول على حب الخير والمعروف بميله التلقائي الى مساندة المحتاجين واغاثة المنكوبين، قد سرته كثيراً مناصرة الوزير للجمعيتين الخيريتين اللتين تجاوزت انشطتهما حدود الكويت لتشمل الكثير من بقاع الارض الواسعة، في افريقيا واسيا وغيرهما.
ولاشك في ان الجمعيتين الخيريتين «الاصلاح والاحياء» تمثلان بنشاطهما العريض الذي يشهد له القاصي والداني، امتداداً لطريق الخير الذي دأب الكويتيون على المضي فيه، حتى قبل عصر النفط، حيث كان المحسنون من اثرياء الكويت وميسوريها يتلمسون احوال ابناء مناطقهم، ويتفقدون احتياجات المعوزين، ويسعون الى سد حاجاتهم وقضاء مصالحهم دون منّ او اذى.
وبعد ان من الله علينا بخيره مع مرحلة النفط توسع الكويتيون في اعمال الخير، التي تجاوزت كونها مجرد اجتهاد فردي او جماعي غير منظم، لتتحول الى عمل مؤسسي يحدوه العلم والمنهج، ويقف وراءه ايمان عميق بسماحة ديننا، وبدوره في اشاعة اجواء التكافل بين افراد المجتمع الواحد، ويقود هذا العمل رجال عرفوا حق الله عليهم، فانطلقوا بالجهد والمال لينذروا انفسهم للتخفيف من آلام الفقراء واغاثة المنكوبين، واعاشة من تعثرت بهم سبل الحياة.
وفي هذا الاطار الروحاني الذي يعكس الجانب الاجتماعي لعقيدتنا السمحة، توسع النشاط الخيري المبارك للشعب الكويتي افراداً وجماعات، ومن بينها بعض الجمعيات الخيرية والتي تتميز من بينها جمعيتا الاصلاح الاجتماعي واحياء التراث اللتان اخذتا على عاتقهما مسؤولية نبيلة، وهي استثمار ما يتاح لهما من خيرات الله في اراضي الاسلام البعيدة على خارطة العالم، والتي يعاني معظم مواطنيها من الفقر، وقد توزعت مجالات العمل الخيري للجمعيتين بين انشاء مساجد ومشاف، وحفر آبار، وكفالة ايتام، وتعليم ابناء الفقراء واعانة الحرفيين منهم على مزاولة مهنهم.
وفي ظل هذا النشاط الخيري الاجتماعي «المسالم» صدم الكثيرون من اهل الكويت بما اقدمت عليه الحكومة الروسية من ادراج «الاحياء والتراث» على قائمة الارهاب واتهامهما ـ بهتانا ـ بأنهما ضالعتان في دعم النشاط الارهابي.
وهي اتهامات يعرف الجميع انها لا تستند الى حقائق، ولا يدعمها دليل، ولكنها تطلق جزافاً بين الحين والآخر، مسايرة لتيار اعلامي يفتقر الى النظرة المنصفة، يسعى الى محاصرة العمل الخيري الاسلامي والحيلولة دون تواصل نهر الخير بين المسلمين، وكأن هناك من يخشى ان يؤدي هذا التواصل الى اجتماع المسلمين على كلمة واحدة، وهو ما يزعج كثيرين في عالمنا، فيلجأون الى إلقاء الاتهام في وجه العمل الخيري، وتشويه جمعيتين من انقى وانشط مؤسسات العمل الخيري الاسلامي بأكاذيب تتضاءل خجلاً امام المشروع الكبير الذي تحمله كل من هاتين الجمعيتين.
فاذا كانت هذه الاتهامات الروسية هي مجرد حلقة في سلسلة مناوءة العمل الخيري الاسلامي، فان تصريح وزير الاوقاف المناصر للحق والداعم للجمعيتين قد أثار الاطمئنان في قلوب اهل الخير جميعا.
اقرأ أيضاً