مع نهاية فصل مليء بالأحداث السياسية والتجاذبات والخلافات والتحالفات نقترب من بداية جديدة يكتبها الشعب وتنطلق من صناديق الاقتراع لتحقيق احلام وطن عانى الكثير ومازال عطاؤه مستمرا لأبنائه. وبعد مسيرة وتجربة ديموقراطية وسياسية رائدة في المنطقة لا يزال البعض يتساءل عن طريقة وآلية اختيار المرشح الأمثل والاصلح، وهو الأمر العجيب الغريب بعد عمر الحياة البرلمانية في الكويت والاحداث شبه المستمرة في الحياة السياسية، علما بأن غالبية الأعضاء قد خاضوا التجربة السياسية والحياة البرلمانية عدة مرات، وهو الامر الذي يثير الحيرة بقيام بعض الناخبين باختيار مرشحين دون الرجوع لتوجهاتهم السياسية وقراراتهم في المجالس السابقة وتصويتهم على القوانين والتشريعات، واذا ما كانت مع مصلحة الوطن والمواطن ام ضد الوطن والمواطن. علما بأن إعلامنا الحكومي والخاص وبعض المواقع الالكترونية الرسمية لا تدخر جهدا في نشر قرارات المجلس والتصويت بشكل مباشر وصريح متضمنة أسماء النواب، وبعد كل ذلك نرى بعض المواطنين ناقمين على القوانين والتشريعات والقرارات ويقفون في صف المصوتين لها بل ويدعمونهم ويحاولون تجميع الاصوات لهم.
ولا أعلم هل هو غياب للعقل أم سيطرة من القلب لأمور أخرى تندرج تحت الأسرة والقبيلة والطائفة وغيرها من الأمور. ونرى مجموعة أخرى تعلم بسوء مرشحهم وعدم كفاءته وبكل بساطة يتمسكون بمقولة «خلنا نعطيه فرصة» ومقولة «ترى تغير» والمقولة الجديدة في هذه الانتخابات «ترى قلب عليهم» وكأن الوطن والمواطن ومصلحتهم ومستقبلهم موضوع للتجربة والاحتمالات.
وتبنى الأوطان بإعطاء الفرص، ولا تتطور الأوطان عن طريق أشخاص أساءوا ويزعمون انهم تغيروا وان تغيروا فالمسؤولية تقع علينا جميعا بالاختيار الصحيح بمعرفة قرار المرشح وتصويته وتوجهه حفاظا على مصلحه الوطن والمواطن.
وهنا نستذكر حكمة وكلمة المغفور له أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح، طـــيب الله ثراه، عندما كرر في مجلس الأمة:
تهدى الأمور لأهل الرأي إن صلحت وإن تولت فبالأشرار تنقاد
الكويت وشعبها وأجيالها القادمة أمانة في أعناقكم واختياراتكم.
حفظ الله الكويت وأميرها وولي عهده وشعبها من كل مكروه.