مشكلتنا ليست في فعل الرئيس الفرنسي ماكرون عندما تجاوز الحدود والأعراف والقيم وقام بالأمر بإعادة نشر الصور المسيئة لمقام النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما أقول ليست مشكلتنا أنا أعني ما أقول، إذ إن مشكلتنا الحقيقية في «الماكرونيين» الذين يعيشون بيننا ويدينون بديننا ومع هذا يبررون فعل الرئيس الفرنسي بأنه هجوم على الإرهاب والإرهابيين، بل ويتجاوز «الماكرونيون» حدود العقل والمنطق ويقولون إن الرئيس الفرنسي لم يفعل ما فعله إلا ليقوّض تمدد «الإخوان المسلمين» في فرنسا.
***
أقسم بالله انني لم أرَ ولم أشهد أكثر غباء من «الماكرونيين»، فالحدث المسيء لنبي الأمة صلى الله عليه وسلم شيء وما يبررون له وتفسيراتهم شيء آخر تماما، تفسيراتهم أغبى من الغباء نفسه، وللأسف انهم محسوبون علينا مثقفين وأكاديميين، ولكن قاتل الله الغباء الذي يبدو أنه هذه الأيام لا يحط رحاله إلا في رؤوس مثقفينا وأكاديميينا.
***
الرئيس الفرنسي وبلا أدنى شك تجاوز كل الأعراف، بل وخرق مفهوم حرية الاعتقاد والتي هي ركن أساسي من أركان العقيدة السياسية الفرنسية، وتجاوز ذلك إلى ممارسة العنصرية ضد فئة من فئات المجتمع الفرنسي خاصة، وضد المسلمين عامة، دون مراعاة للحد الأدنى من الأخلاق.
لقد مارس الرئيس الفرنسي اليمينية في أقبح صورها، وفعله لا يُحسب عليه للأسف، بل يُحسب على فرنسا كلها، فرنسا منبع الثورة وأصل الحريات تطعن الحريات على يد رئيسها.
كان يمكن أن يُفهم هذا التصرف من دولة ديكتاتورية لا بلد حريات، بلد قائم على حرية الاعتقاد وتشتم معتقدات الآخرين.
***
ما فعلته صحيفة شارلي ايبدو في المقام الأول من نشر الصور المسيئة لمقام النبي صلى الله عليه وسلم يُحسب عليها لوحدها وعلى القائمين عليها، أما ما فعله الرئيس الفرنسي فيُحسب على فرنسا كلها، بل يُحسب بشكل آخر على أوروبا التي يبدو أن النظرة العنصرية اليمينية المتطرفة تتنامى فيها بشكل متسارع، وما فعله الرئيس الفرنسي سوى أنه مارس العنصرية بشكل علني متحديا كل الأعراف والتقاليد.
***
يعلل الرئيس الفرنسي فعلته بأنها رد فعل على مقتل المدرس الفرنسي الذي عرض الصور المسيئة على يد مسلم، وهو تعليل باطل قاصر، فكيف يعاقب أمة كاملة بجريرة شخص واحد؟
***
عموما في النهاية فرنسا ليست ماكرون، والفرنسيون ليسوا ماكرون، فنحن نجيد الفصل بين الإدارات الحاكمة وبين الشعوب، ولسنا مثل ماكرون، وحتما لسنا مثل ربعنا من «الماكرونيين» العرب الذين خلطوا الحابل بالنابل في تبريراتهم لفعل الرئيس الفرنسي.
***
توضيح الواضح: ترى مو كل «ما دق الكوز بالجرة» قلتوا لنا.. الإخوان، صحيح انهم حركة سياسية براغماتية لا يعجب الكثيرين تحركهم السياسي، ولكنهم ليسوا مسؤولين عن كل حدث.
***
توضيح الأوضح: في تبريرك المستميت لما فعلته الإدارة الفرنسية لا أقول سوى: خسارة انك مسلم.
[email protected]