هكذا يبدو أن القانون لا يطبق بحذافيره وبسرعة إلا على الفقراء، ولا تسير آليات القانون إلا في مناطق ذوي الدخل المحدود، بالأمس انطلقت حملة لإزالة المظلات غير الملاصقة لعقار سكني، لمخالفتها القانون وهذا شيء جيد وطيب بل ونشد على أيدي القائمين عليه، ولكن السؤال هنا: لم لا يتم تطبيق القانون وبسرعة بل وباستعراض إعلامي إلا على «الفقارا».
***
كل شيء تنويه الحكومة أو تقرره أو تريد تطبيق القانون تبدأ بقوة وبحزم في مناطق الفقارا، ولكن المخالفات المليونية ومخالفات المصانع والتعديات على أملاك الدولة بل ومشاريع مليونية انتهت عقودها الـ «بي أو تي» منذ زمن ولا تلمسها الحكومة ولا تأتي قربها ولا تتحدث عنها ولا تحب تجيب طاريها.
***
مظلة في مواقف عامة تكلفتها نحو 50 دينارا، تتحرك آليات الحكومة لتنسفها نسفا وتستعرض إعلاميا وتصور حربها على فساد.. الفقارا، أما تجاوزات الهوامير فلا تتحدث الحكومة عنها ولو حتى تلميحا رغم أن تلك التجاوزات تتسبب في خسارة الملايين بل عشرات الملايين سنويا.
***
الحكومة يبدو أنها فاهمة الحرب على الفساد غلط، أولا مظلات ذوي الدخل المحدود التي ما وضعوها في مواقف عامة إلا أن درجة الحرارة تتجاوز الـ 50 مئوية في معظم شهور السنة، ونعم صاحب المظلة متجاوز، ولكنه ليس فاسدا.
وإن كانت الحكومة جادة وتريد تطبيق القانون ومحاربة الفساد فلتبدأ أولا بالهوامير والقطط السمان، هنا تفرض هيبتها، أما أنها ما تشد حيلها إلا على الفقارا، فهي هنا تطبق القانون على ناس وناس، بانتقائية تجعل من الناس لا يصدقون حربها على الفساد.
***
هل تعلم الحكومة أنها لو قامت باستعادة مالها من مشاريع انتهت عقودها التشغيلية وما لها من ديون على شركات ومؤسسات لما كانت بحاجة إلى قانون الدين العام، واستعادت الملايين، ولكن يبدو أن عيون المسؤولين لا ترى سوى ما يفعله الفقارا عيال الفقارا.
***
ولا أرى حلا للانتقائية الحكومية في تطبيق القانون سوى أن يتم تشكيل حكومتين، واحدة تطبق القانون على الفقراء ومن في حكمهم، وأخرى للهوامير تغض الطرف عنهم وتضع القانون على الرف.
***
توضيح الواضح: الدكتورة مروة سيف في مركز الكويت لمكافحة السرطان، ليست طبيبة عادية، فعدا أنها متخصصة ومحترفة في مجالها، فهي أيضا تطبق المعايير المهنية الأخلاقية بحذافيرها، بل تتجاوز ذلك إلى التعاطي الإنساني العالي مع جميع المرضى، فتجمع مجد الأطباء كله العلم والمهنية والإنسانية، لا أعتقد أن كلمة شكرا أو بضعة أسطر تفيها حقها، فهي واحدة من النجوم الأطباء في مستشفى حسين مكي جمعة.
[email protected]