[email protected]
الواضح من خلال ما يظهر خلال الاستعداد للانتخابات المقبلة وإعلانات التيارات الإسلامية لمرشحيها وإعلان بعضها لدعم مرشحين من خارج تيارها أن المجلس المقبل سيضم كتلة من النواب الإسلاميين لا يستهان بها، ولن يكون النواب الإسلاميون مستقلين أو قبليين بل سيكونون إما اتباع تيار واضح او مقربين من تيار، لهذا أعتقد - وإن كان الأمر سابقاً لأوانه - أن كتلة إسلامية سياسية سيتم تشكيلها مع انطلاق دور الانعقاد الأول للمجلس القادم، وستكون هذه الكتلة لاعبا رئيسيا في المجلس، بل إن تشكلت قبل انتخابات رئاسة المجلس - وهو أمر ليس بمستبعد - فستغيّر قواعد اللعبة السياسية.
****
ما أتمناه في المجلس القادم بغضّ النظر عما قدمته من توقع هو أن تكون هناك كتل سياسية تتشكل لأنها ستكون في عملها السياسي بشكل جماعي أفضل من العمل النيابي الفردي الذي ساد مجلسي 2013 و2016، ما جعل الحكومة طوال 7 سنوات تقود المشهد السياسي الرقابي والتشريعي بأريحية مطلقة، ووجود كتل نيابية تحت قبة البرلمان سواء كانت إسلامية أو غيرها سيمنح المجلس قوة كان قد افتقدها لسنوات، قامت الحكومة خلالها بتمرير ما تشاء من قوانين ورفض ما تريد فكانت تلعب دور المنفذ والمشرع في الوقت ذاته عبر السيطرة على التصويتات.
****
تشكل كتل نيابية أمراً أعتقد أنه يحل من مشكلة تفرد الحكومة بالقرارات أو على الأقل يعطل تدخلاتها بين النواب عندما تبحث عن تصويتات تذهب لصالح ما تريد من قوانين.
وكتلة واحدة فقط وإن كانت إسلامية كما أتوقع يمكن أن تكون سبباً في تعديل الاعوجاج الحاصل الذي مكّن الحكومة طوال سبع سنوات من السيطرة المطلقة على التشريعات.
****
مشكلة مجلس 2016 أنه ساد فيه العمل الفردي وحضرت المصالح الشخصية والتحالفات النيابية غير المعلنة مع الحكومة، رغم أن الجميع «مفلصين» أو بالأصح مكشوفين، إذا وجود كتل نيابية ضروري حتى ولو شكليا من أجل إيقاف مد سيطرة الحكومة على المجلس أو كف يدها على الأقل عن القوانين التي تمسّ المواطن بشكل مباشر.
****
مجلس 2020 لم تتضح الرؤية حول شكله، لكنني اعتقد انه سيكون مجلس عودة الإسلاميين إذا ما أجازوا تنظيم صفوفهم وتوقفوا عن الثقة الزائدة عن الحد.
****
المجلس القادم سيشهد عودة جيدة لـ «السلف» و«الإخوان» بشكل خاص والإسلاميين بشكل عام، وأرى أن تشكّل كتلة برلمانية إسلامية أمر ممكن بل محتمل ليكون أحد حلول الخروج من أزمة سيطرة الحكومة على دفة السلطة التشريعية.