بدعوة من السفارة الأميركية في الكويت حضرت ندوة إلكترونية نقاشية تتناول تجربة وتأثير الفيلم الموسيقي «هاميلتون»، الحلقة النقاشية التي شاركت فيها السفيرة الأميركية الينا رومانوسكي ومختصون في المجال التاريخي والموسيقي والأدبي شاركت فيها أيضا موسيقية كويتية هي فرح بشارة، والفيلم باختصار يتناول قصة الكساندر هاملتون أحد الآباء المؤسسين للدستور الأميركي والولايات المتحدة الأميركية وأحد أبطال الثورة الأميركية، ويأتي الفيلم في قالب غنائي على مدار أكثر من ساعتين بمتعة بصرية موسيقية قل نظيرها.
***
ما لفت نظري خلال الحلقة التي كشفت جوانب من التاريخ الأميركي أن الكساندر هاملتون أسس حزبا أميركيا وعرف أنصاره بالهاملتونيين وأن منافسه كان توماس جيفرسون أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأميركية والرئيس الثالث لها، وأن جيفرسون أسس حزبا نافس فيه هاميلتون ويطلق على أنصاره الجيفرسونيون، وهي تسميات لأول مرة أسمع بها رغم اطلاعي المتواضع على تاريخ الولايات المتحدة.
***
أبرز ما تم نقاشه في الحلقة هو انه اذا كانت الولايات المتحدة ثرية في تنوعها الموسيقي والتي جعلت من فيلم هاميلتون ممكنا ورائعا في تنفيذه وظهوره بالصورة النهائية فهل تملك الكويت إرثا موسيقيا يمكنها معه إنتاج عمل موسيقي يتناول شخصية سياسية كويتية او يتناول الكويت بشكل سياسي كامل في مثل ذلك العمل السينمائي الموسيقي؟
تصدت للإجابة فرح بشارة وهي المتخصصة موسيقيا وهي التي تعمل «دي.جي» واقتصرت إجابتها على إمكانية هذا وان لدينا إرثا موسيقيا بحريا.
والحقيقة أن لدينا إرثا موسيقيا لا متناه في الكويت ومتعدد المشارب، فمنه ما هو بحري كما ذكرت بشارة ومنه ما هو آت من عمق الصحراء واعني الفنون البدوية وهناك أيضا فنون حضرية نجدية وكذلك لدينا نوع من الفنون الموسيقية الأفريقية وهذا على المستوى التراثي، وهي فنون متنوعة يمكن أن تكون رافدا لخلق عمل موسيقي سينمائي أو تلفزيوني أو حتى أوبريت.
***
ولدينا تركة هائلة من الأوبريتات الوطنية التي تعزز ما أقول في أنها تستند إلى الفنون الثقافية الكويتية المتنوعة والتي انتجت في السبعينيات والثمانينيات ولا زالت تنتج مثيلاتها حتى الآن.
***
للأسف انه لا يوجد لدينا متحف موسيقي لإبراز هذا التنوع الموسيقي، بل ليس لدينا أصلا ثقافة إبراز ما نملك من إرث في المتاحف، لا بل ليس لدينا متاحف أصلا لتبرز أي شيء، أعني متاحف بالمعنى الثقافي العالمي، وليس مجموعة صالات عرض بسيطة.
***
مسؤولية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إنشاء المتاحف والاهتمام بها، وهذه مسؤولية لم يتم تفعيلها منذ التحرير، وكل ما لدينا صالات عرض لا ترقى إلى كونها متاحف بالمفهوم الشامل العام.
[email protected]