إذا كانت الحالة العقلية السائدة هي المسيطرة على المزاج العام، فإنه سيتم انتخاب ذات الوجوه والتوجهات للوصول إلى المجلس القادم، إذا كانت العقلية القبلية المتعصبة والمذهبية المتطرفة والعائلية المسيطرة والفئوية هي السائدة لدى أعظم الناخبين فلن نخرج بنتيجة أفضل مما خرجنا بها في مجلسي 2013 و2017 وستكون نتيجة الانتخابات الحالية.. لم ينجح أحد.
***
ستكون هناك استثناءات في الدوائر لما ذكرته، وسيبرز اسم أو اسمان، ولكن هذا لن يغير من واقع المعادلة من أن النهج سيظل نفسه وسنعيد تكرار السنوات السبع بتفاصيلها، والمشكلة الواضحة التي يمكن استشفافها من واقع ما يطرحه المرشحون أن الجميع يتحدث بالعموميات، لا أحد يحدد مشكلتنا السياسية وحقيقة مكمن الخلل، الجميع يتحدث عن مشكلات عامة ولكن لا أحد يشير إلى منظومة الفساد، حتى وإن أشار المرشح إلى الفساد فإنه يتحدث بشكل عام عائم هلامي، ولا يسمي الأشياء بمسمياتها.
***
التعليم والصحة والإسكان والتوظيف حقوق وليست مشكلات كما يصور المرشحون، لكنها أصبحت مشكلات بسبب التراخي الحكومي المتعمد أحيانا في تنفيذ مشاريعها، بل والتعمد الممنهج لتحويلها الى مشكلات في ظل هدر مالي لم تتم السيطرة عليه منذ عشرات السنين وفي ظل تعيينات باراشوتية مستمرة لا تتوقف منذ الثمانينيات.
***
نحن لا نريد مرشحا يخبرنا بحقوقنا، فنحن نعرف حقوقنا وأدرى بها منه، نريده أن يخبرنا ماذا سيفعل لمواجهة منظومة الفساد، ولا أريد أن يتخيل أحد أن منظومة الفساد هي عصابة إجرامية يتزعمها أشخاص يديرون مصالح الفساد، بل هي مجموعة منظومات إدارية وشكل بيروقراطي مترهل وقوانين ناقصة، كلها خلقت بيئة حاضنة للفساد بل مشجعة له أحيانا، ويجب نسفها بتشريعات جديدة، تشريعات لا أجد أن أي مرشح يطرحها اليوم ضمن برنامجه الانتخابي وان الغالبية يكررون أسطوانة التوظيف والإسكان والصحة والتعليم.
***
عامة، متى ما فهم المرشحون أن التوظيف والإسكان والتعليم والصحة هي حقوق وليست مشكلات عندها يمكن ان نستبشر خيرا، وبعد أن تتعدل عقلية الناخب من اختيار الأقرب إلى اختيار الأكفاء عندها يمكن أن نقول إننا تغيرنا، ولكن عندما يكون بيننا من يسرق ولا يبالي ويجد من بيننا من يدافع عنه ويقول عنه «محشوم» فسنظل في المربع الأول، وعندما نقول للحرامي.. انت حرامي، والاهم ان تتحرك الدولة ضد اللصوص بشكل حازم كما تتحرك الحكومة ضد المغردين.
***
توضيح الواضح: الصديق العزيز عبدالرزاق ردام، طالت السنوات والمسافات ولا تزل أنت كما أنت بذات الروح التي عرفتك بها وبذات الحماسة الأولى، أذكر جيدا شراكتنا الأولى عندما كنا أطفالا ونشترك في شراء مجلة ماجد، لا تزال تلك الذكرى من أعز وأرق ذكرياتي عن تلك الحقبة من عمري، أعتقد أنني كنت محظوظا بصداقتك كما أعتقد أن الرياض محظوظة بك.
[email protected]