على لسان وزير الصحة، فإن عدد من يتلقون لقاح كورونا يوميا يبلغ 1200، وهذا يعني أنه خلال عام سيبلغ عدد متلقي اللقاح 438 ألفاً من السكان، ووفق هذا المعدل فإننا كي نصل إلى الشريحة المستهدفة والمحددة بنحو 3 ملايين فنحن بحاجة من 5 إلى 6 سنوات، وهذا الاعتراف من وزير الصحة بلسانه يعني كارثة، وأننا لن نتخلص من الوباء بشكل آمن إلا بعد 6 سنوات.
***
هذا اعتراف من وزارة الصحة بأن جدولها الزمني لتقديم اللقاح لجميع الشرائح المستهدفة سيستغرق 6 سنوات كاملة، وهذا لا يعقل ولا يمت للمنطق بصلة، ثم يخرج علينا مستشار الوزير ويقول «نحن الأبطأ ولكننا الأكفأ»، الأبطأ يا سيدي بستة أشهر معقولة إنما 6 سنوات فهذه كارثة وتبريرك كارثة جديدة، صحتنا ليست رهناً بالتلاعب الكلامي في تصريحات مستشاري وزارة الصحة، هذه ليست سياسة يمكن أن تسامحكم على التلاعب بالألفاظ والمصطلحات بين الأجود والأبطأ، نحن نتحدث عن صحة بشر وأرواح، فإما أن تتحدث بشفافية ومنطق علمي أو أن تعض على لسانك.
***
طرح فارق مقارنة «الأبطأ» بـ «الأجود» تماما كأن تقارن بين السلحفاة «البطيئة» والتي «تعمر طويلا» والفهد «الأسرع» مثلا، هنا القياس ساقط، لأن أيا من المقارن أو المقارن به لا يملك تغيير أي من تلك الصفات، كذلك طرحك للمقارنة بين اللقاح «الأجود» واللقاح «الأسرع»، فالجودة تملك خيار شرائها وزارة الصحة والسرعة تملك خيارها أيضا ولكنها فشلت بها، ولكن بدلا من الاعتراف بالفشل ظهر مستشار بها يبرر لها بتبرير القياس الخاطئ، وظهر الوزير بعدها يعترف بالبطء الذي سيستغرق أكثر من 6 سنوات.
***
وزارة الصحة ومنذ الجائحة استطاعت أن تواجهها بشكل علمي عملي ناجح وأداء الوزير د.باسل الصباح وفريقه لا ينكر في هذا الجانب، فرغم كل شيء تمكنت وزارة الصحة بطواقمها الطبية ولجانها ومسؤوليها من العبور بالبلد إلى حدود السلامة متفوقة بأدائها على دول متقدمة عدة في إنجاز أعتقد أن التاريخ الطبي سيسجله لها، ولكن ما حصل ويحصل في بطء شديد في تلقي اللقاح يجب الوقوف عنده بل والاعتراف أولا بوجود هذا البطء اللامعقول ومن ثم محاولة إصلاحه.
***
الوزير يقول إن الجائحة ستنتهي 2022 إذا ما تم تطعيم الكل، والحقيقة أنه ووفق المعدل المعلن من وزارة الصحة فلن يتم الانتهاء من تطعيم الكل إلا في العام 2027 أو 2028، وزارة الصحة عليها معالجة هذا الاختلال بين الواقع والتصريح وهي أقدر على إيجاد الحلول، والفرق التي واجهت الجائحة ببسالة وبطرق علمية وحدَّت منها ليست بعاجزة عن إيجاد حلول منطقية وسهلة لتسريع وتيرة التطعيم.
***
توضيح الواضح: «انتم فاهمين الشفافية غلط».
[email protected]