الجميع ينتظر حكم المحكمة الدستورية والذي ربما يفضي إلى إبطال المجلس الحالي، وإن كان الفقهاء يجمعون على أنه لا إبطال وفق قراءاتهم القانونية للقضايا المقدمة، ولكن وعلى أية حال مع استبعاد فرضية الإبطال مؤقتا، تبقى الاحتمالية القائمة بحل المجلس حلا دستوريا، وتشير الاحتمالية إلى أن الحل سيكون بعد تشكيل الحكومة المنتظر إعلانها، وأنها ستقوم برفع كتاب عدم تعاون في أول جلسة، وبالتالي سيكون هذا الباب الذي سيتم به حل مجلس الأمة حلا دستوريا ومعها العودة للصناديق بانتخابات مبكرة.
***
ما ذكرته احتمالية قائمة، ولكنها ليست ذات فائدة سياسية ولا قيمة، بل مط أمد مشكلة وحلها بطريقة دراماتيكية، ما يعني أنها احتمالية أقرب إلى الخيال، وأنه على الرغم من سهولة تنفيذها إلا أن كلفتها السياسية عالية جدا، وهي بمجملها خسارة ثلاث حكومات في أقل من 4 أشهر، الحكومة التي دعت لانتخابات 2020 والحكومة التي تشكلت بعد الانتخابات «وهي الحكومة المستقيلة» والثالثة هي الحكومة المنتظرة والتي سترحل بعد كتاب عدم تعاون لتشكل حكومة رابعة بعدها لمجلس 2021.
هذه كلفة سياسية عالية جدا، بل كلفة خيالية لا يمكن تحملها لا على المدى القريب أو البعيد، فالحكومة خسرت حتى الآن حكومتين في وقت قياسي وخسارات أخرى مهما كانت المبررات، يعني تعميق الأزمة السياسية المستمرة.
***
إذن، فكرة حكومة جديدة تنشأ لتصطدم بمجلس الأمة بكتاب عدم تعاون هي فكرة مكلفة جدا إذا ما تم أخذها وحدها وتطبيقها بهذه الجزئية، الفكرة الثالثة فيما يراه المراقبون هي مقاربة للثانية وهي أن يبادر النواب للصدام مع الحكومة وتوجيه كتاب استجواب عبثي يزيد من وتيرة التوتر السياسي والتسريع نحو الحل.
***
بالأمس ذكرت ضرورة اللجوء للحلول الصفرية، فما عادت الكلفة السياسية كلها عالية على جميع المستويات في البلد، والحل الأفضل هو تغيير النظام الانتخابي ثم الذهاب إلى الحل والدعوة للانتخابات وفق النظام الجديد، ومن الأفضل والأحوط تقديم المقترح لتغيير النظام الانتخابي عبر مجلس الأمة الحالي، وأعتقد أن الحكومة تمتلك العدد الكافي لتمريره، فإن لم يكن هذا متاحا باعتقادي أن اللجوء إلى الأمر بمرسوم ضرورة بعد حل مجلس الأمة هو الاحتمالية المفتوحة على هذا الطريق، وكل ما ذكرته سيكون وفق القنوات الدستورية المتاحة.
***
لا وسيلة للخروج من دوامة الأزمة السياسية الدائرة سوى اللجوء إلى حل إعادة الجميع إلى مربع انتخابات جديدة بنظام جديد بإعادة توزيع دوائر جديدة، بالعربي إعادة تغيير النظام الانتخابي هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة، وأهم ملامح ما سينتج عنه تغيير الوجوه المسيطرة على المشهد السياسي وإعادة غربلة تحركات الأقطاب المتصارعة، ومنها وأهمها الحد من التدخل في مجلس الأمة من الخارج الداخلي.
***
توضيح الواضح: الانتخابات المفاجئة.. أفضل حل.
[email protected]