لنترك المعارضة التي نعرفها سواء الموجودة في البرلمان أو خارجه وتتمتع بصوت إصلاحي واضح، وسأتحدث عن الذين يعارضون الحكومة الحالية وقد كانوا حكوميين سابقين، هؤلاء كانوا من أكثر الموالين شراسة في الدفاع عن الحكومة وقرارتها ورئيسها ووزرائها بل وصل بهم الأمر إلى تخوين المعارضة كلها لعيون الحكومة.
وقد عاش هؤلاء فترة موالاتهم في بداية العقد الثاني من الألفية الجديدة، بالعربي مع بداية الحراك السياسي، هؤلاء ظلوا موالين للحكومة بشكل كانوا فيه حكوميين اكثر من الحكومة، دافعوا عنها تغريدا وعبر شاشات التلفزيون والصحف وفي كل منبر.
***
رحلت الحكومة وجاءت حكومة جديدة وانتهى الحراك وظهرت حقبة سياسية جديدة بلاعبين مختلفين وظلوا هم معلقون في الزمن الماضي، فهم كما يصورون انفسهم حكوميين ولكنهم الآن ينتقدون أداء الحكومة ويضربون هذا الوزير وذاك وفي ذات الوقت ينتقدون المعارضة السابقة والمعارضة الجديدة، لأنهم بلا أرضية سياسية فكرية فهم يهاجمون الشخوص لا الأفكار ولا المبادئ أو القرارات.
***
بالنسبة لي كمراقب ومحلل، هؤلاء المعارضون الفلتة على الجهتين مفيدون جدا، فهم عبر انتقاداتهم العشوائية يكشفون لي أحيانا خبايا بعض المواقف السياسية، ولكنهم في الوقت ذاته مضحكون جدا، فأنت اليوم تتابعهم لا تعلم إن كانوا معارضة او موالاة، واحيانا بمتابعة أدائهم تجد أن بعضهم حكومي الصبح ومعارض بعد الظهر.
***
الأكثر إثارة للشفقة من أولئك هم من يروجون لأنفسهم إعلاميا كلما بدأت حملة تشكيل حكومية، فسيتعرضون و«يتميلحون» ويصرحون بكل ما قرب إلى الحكومة من قول أو فعل أو عمل، وهؤلاء مع كل تشكيل يتكاثرون إعلاميا ويهرولون نحو الصحف اليومية لنشر مقالاتهم أو تصريحاتهم من أجل أن يلفتوا نظر الحكومة إليهم.
وقد تجاوزوا مرحلة الترويج لتزويرهم إلى الترويج لغيرهم من تيارهم أو القريب من فكرهم، وكأنهم يطبقون أدبيات كتاب اسمه «كيف تصبح وزيرا في الكويت؟!».
***
توضيح الواضح: الواضح جدا أن جزءا من حدس دخل فعليا في صفقة سياسية مع الحكومة أو الأطراف القريبة منها، وهذا سيؤدي الى تغيير طفيف في المشهد السياسي يدعم الموقف الحكومي في مواجهة المعارضة الشرسة ويعزز موقفها، سيكون حلا مؤقتا ولكنه سيضر بحركة حدس على المدى الطويل، عامة الانقسام في حدس ليس خفيا على أحد ولكن هذا التقارب الحكومي الحدسي سيغير شيئا من قواعد اللعبة نحو استقرار مؤقت.
***
توضيح الأوضح: من دون تغيير النظام الانتخابي لن يتغير شيء وسنظل ندور في ذات الدوامة التي تنتج المشكلات ذاتها.
[email protected]