بقلم: ذعار الرشيدي
عندما تحدثت في مقالي بالأمس عن اللاعب صلاح الحساوي، وكيف أنه يجب أن يحسب ضمن نجوم الكورة، تذكرت أمرا هاما هو أنه لا يوجد لدينا في الكويت مؤسسة واحدة لا حكومية ولا خاصة تعنى بتوثيق مسيرات المميزين في المجالات، ففي كل بلدان العالم هناك ما يسمى بـ « قاعة الشهرة» أو «hall of fame» وهو عادة ما يكون مبنى تذكاريا مخصصا ليكون متحفا مفتوحا للجمهور يضم أسماء أفرادا مميزين في مجالاتهم، ويضم المبنى أسماء ومآثر هؤلاء الأشخاص سواء ممثلون أو رياضيون أو رسامون أو مطربون، وبدأ تأسيس مثل هذا النصب التذكاري أو المبنى التذكاري الذي يحوي أسماء أفراد مشاهير في مجتمعاتهم في أغلب المجالات بألمانيا في نهاية القرن التاسع عشر وآخر بنيويورك في العام الأول من بداية القرن العشرين، وتحول المبنى إلى مفهوم احتفائي بأفراد المجتمع المميزين، فأصبحت هناك قاعة شهرة في أغلب الولايات المتحدة الأميركية بل أكثر من قاعة في بعض الولايات، ويشابه ذات الفكرة «ممشى الشهرة» في هوليوود الذي يضم نجوما تحمل أسماء نجوم هوليوود الذين يتم تكريمهم لتميزهم في مجال السينما والموسيقى، وأعتقد أن مثل «قاعة الشهرة» تلك أو المتحف الخاص بإنجازات الأفراد أصبح مطلبا ضروريا خاصة أن هناك الكثير ممن قدموا للبلد وساهموا في رفع اسمها عاليا، طبعا بعيدا عن الساسة.
لا أعرف من يمكن أن يتبنى أمرا كهذا، ولكن أعتقد أن المعني الآن بسماع هذا المقترح هو سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والفكرة لا تكلف شيئا مقارنة بمشاريع مليارية لم تتم، بل لا يستلزم الأمر سوى مبنى، ويوضع تحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، على أن يضم قاعات مخصصة لمشاهير التمثيل، وآخر للموسيقيين، وثالثا للرياضيين، ورابعا للرسامين التشكيليين، وخامسا للشعراء، وسادسا للمؤلفين كتابا وصحافيين وباحثين، وسابعا لأساتذة الجامعة من المتخصصين علميا كل في مجاله، فتحت كل بند من هذه البنود السبعة عشرات الكويتيين الذين يستحقون أن يكونوا ضمن قاعة الشهرة.
هذا المقترح تأثيره كبير جدا على الجيل القادم، وهو أنه يوضح أن الكويت ليست بلد بترول فقط، وأننا بلد يكرم أبناءه ومميزيه كل في مجاله، ولا نتوقف فقط على جوائز تقديرية وتشجيعية، بشروط محددة، بل يجب أن يبقى اسم الشخص المميز محفورا وباقيا كنوع من التكريم له ولجهوده من جهة، ومن جهة أخرى أن نثبت أننا شعب لا ينسى مبدعيه.
[email protected]