ذعار الرشيدي
لا أعرف لماذا لا يكتب الكتاب عن زملائهم الكتاب؟ هكذا سألت نفسي وقبل أن ألقي بهذا السؤال على بعض من زملائي الكتاب حاولت أن أجيب طارحا رأيي الشخصي في مجموعة من الزملاء كتاب الصحف بحسب ما يخطر على بالي ونسيان بعضهم لا يعني إلا سقوط سهو غير متعمد والعتب كل العتب على ذاكرتي التي استحضرت على عجالة الأسماء الواردة أدناه.
الكاتب محمد مساعد الصالح يتحدث كما يكتب، شخص غير متشنج، وهكذا رأيته خلال لقائي به مرتين طوال فترة عملي في «القبس». الأولى مصادفة والثانية مصادفة ولم أكن وقتها قد امتهنت كتابة المقالة بعد.
لقاءان بحديثين عابرين حول الأوضاع الآنية للبلد يومها، عندما كنت أستمع لتعليقاته كنت أنا والحاضرين لذلك اللقاء معي نكتفي بالابتسام كردة فعل على سماع تعليقاته حول أي من القضايا التي طرحناها، يومها عرفت لماذا ابتسم بهدوء كلما قرأت مقالة له.
الكاتب فؤاد الهاشم لا يجب عليك أن تقتنع بكل ما يكتبه، تماما كما لا يفترض بك أن تصدق كل أحداث أي فيلم أكشن أميركي تشاهده، يكفي أن تعجبك الحرفية الفنية العالية التي أخرج بها الفيلم، تماما ككتابات الهاشم ذات الحرفية العالية جدا، ليس عليك أن تقتنع أو تتبع ملة كل ما يكتب، يكفي فقط أن تعترف أنه صاحب أسلوب مميز وخطير، ويمكنه وبجرة قلم واحدة أن يصنع من فسيخ أي قضية «شربات بارد»، ساخر إلى حد الضحك الهستيري لا يشابهه أحد ولا يشبه أحدا.
الكاتب أحمد الصراف المنطقي إلى حد المستحيل يقدم فكره على أسلوبه وسواء اقتنعت بما يكتب أم لم تقتنع هناك أمر واحد تخرج به بعد قراءة مقالته هو أنه لم يكتب سوى ما يعتقد ولم يقم باستعارة فكرة واحدة من أي شخص كان.
د.أحمد البغدادي كان أحد أساتذتي لا يجامل ولو على نفسه، وأعتقد أنه لو حصل وركن في ممنوع الوقوف يوما لقام بالاتصال على 777 وأبلغ عن نفسه، اختط لنفسه طريقا واضحا ربما لا يعجب الكثيرين ولكن دراساته حول الحركات الإسلامية في الخليج تعتبر من أهم المراجع العلمية والتاريخية عن تلك الحركات في المنطقة.
قراءة مقال واحد للمحلل السياسي أحمد الديين أشبه بقراءة كتاب علمي ثقيل دم بلا صور ولكنه غالبا بل دائما ما يأتي مقاله بأسلوب علمي هادئ ومهما كان ثقيلا إلا أنه لا يعكس إلا الواقع، وإذا أردت أن تعرف تفاصيل التفاصيل لما يحصل في البلد فعليك بقراءة ما يكتبه وبشكل يومي.
الزميل العزيز نواف الفزيع يختلف عن جميع الكتاب الذين أقرأ لهم كونه عندما يمسك بتلابيب قضية ما فهو لا يتركها إلا بعد أن يشبعها كتابة ويستخدم في طرحها جميع ما أوتي من قوة حرف حتى تمل منه الحروف غير أنه لا يمل من ملاحقة قضيته، ميزته أنه غير مشتت وأنا شخصيا أختلف معه بنسبة 88% مما يكتب ولكن هذا لا يمنع من أن أعترف بأنه مميز جدا.
زايد الزيد صاحب خبطة صحافية، لا يكتب إلا ليكشف شيئا ما بحيث يرفع من مقام مقاله من المقال العادي إلى النفس الصحافي الحقيقي، مقدما المعلومة في مقالاته على الرأي بحيث يدخل إلى صلب الموضوع مع أول حرف.
فاطمة حسين أحرص على قراءة مقالاتها لسبب بسيط جدا أنها لم تتأدلج يوما ولا تتبع سوى حسها الوطني البالغ حد السماء، منطقية وكتابها الذي تضمن مقالاتها منذ العام 1978 وحتى 1994 قرأته بالكامل منذ زمن بعيد ولم أجد فيه تناقضا واحدا ووجدت فيها النفس الكويتي الخالص الذي افتقدت طعمه الكويت منذ أوائل الثمانينيات.
ابو شيخة الزميل «السري» في صحيفة الدار يتمتع بنفس الفكاهة الكويتية الخالصة، لا يترك شاردة ولا واردة إلا علق عليها، بعد أن عرفت شخصيته بالصدفة وجدت أنه لا يمكن أن يكتب زاوية يومية كهذه سوى شخص على درجة عالية من الثقافة والشاعرية أيضا، وأعتقد أن لم يخب ظني أنه يشجع الفريق الفرنسي.
وأخيرا وليس آخرا الزميل العزيز صالح الشايجي ويكفي أن أروي حادثة واحدة حصلت لي في «الأنباء» عندما اتصل بي أحد القراء قائلا «يا أخي عندكم حول يا كتّاب «الأنباء» لأن كاتب حضري يهاجم الحضر وكاتب بدوي يهاجم البدو» وكان يقصد الشايجي وأنا، وشخصيا أرى في الزميل العزيز جدا أبو ناصر أحد أكثر الكتاب منطقية في طرح رؤاه وصاحب حجة عالية المقام في الدفاع عما يؤمن به.