ذعار الرشيدي
دائما ما تشدني الحلقة الأخيرة من مسلسل «طاش ما طاش» خاصة انها تضم فقرات «شيء ما شفتوه» من جميع حلقات الموسم، ومتعة هذه الحلقة أنها تسمح لك كمشاهد الدخول إلى ما وراء الكواليس لترى كيف يتصرف الممثلون على طبيعتهم بعيدا عن السيناريو المعد المكتوب ليقوموا بتمثيله أمامك في بقية الحلقات السابقة، وربما لأنها أيضا تتيح للمشاهد أن يرى غير المتوقع.
وفي انتخابات 2009 الماضية كانت هناك العديد من الأمور التي حدثت وتستحق فعلا أن تضم لما يمكن أن نسميه «شيء ما شفتوه» وإليكم ما أعتقد أنه يستحق الذكر والإدراج ضمن مثل هذه الفقرات.
1 ـ مرشح إسلامي شيعي كان يدير حملته سني علاقته بكامل تعاليم الدين تماما كعلاقة محمد علي كلاي بكرة القدم، سألت مدير الحملة: «شلون سني وتدير حملة مرشح إسلامي شيعي وصاحبك يتحدث بنفس طائفي؟» لم يرد صاحبي واكتفى بابتسامة حملت إجابة مغزاها أنه ومرشحه يقفان خلف الكواليس وليس للجمهور أن يرى سوى ما يعرض على المسرح.
2 ـ مرشح «فئوي» من الوزن الثقيل أحد أهم مفاتيحه الانتخابية «قبلي»، سألته بكل ما أوتيت من بلاغة شف: «شلون؟ ما تركب، لأن صاحبك لا يحب أبناء القبائل» ليجيبني بكل ما أوتي من صفاقة: «هذا شغل الانتخابات غير والواقع غير» وكأن الانتخابات بنظره عالم خرافي لا علاقة له بالواقع وربما أقول ربما كان هو الواقعي وأنا الذي أعيش في عالم خيالي تملؤه الجنيات والعفاريت.
3 ـ مرشح سني إسلامي من قام بتركيب جميع بروشورات لحملته شركة يملكها شيعي غير متشدد وسألته: «ألا يعتبر صاحبنا ذا نبرة طائفية معروفة وتمسّك أنت شخصيا أحيانا «لتكون إجابته لا فض فوه ومات حاسدوه: «ذاك مقام وهذا مقام».
4 ـ مرشح «حاط دوبه ودوب وزير الداخلية» التقيت بمندوبه في وزارة الداخلية أثناء الانتخابات وكان يحمل معه ملفا من المعاملات من مختلف الأنواع والأشكال ويفوق بحجمه ملف قضية «ووتر غيت» وسألته: «هل تصالح صاحبكم مع وزير الداخلية؟» ليضحك وكأنه يستخف بعقلي قائلا: «حرارة الندوة ليلا تبرد صباحا تماما كشعراء القلطة يتهاوشون بالليل وبعد ما يخلصون يدخنون شيشة مع بعض».
5 ـ نائب سابق له موقف معلن حول قضية القروض وصوّت ضدها دخل في ديوانية لا هي خارجية ولا داخلية عندما سأله روادها عن موقفه حول القروض أجاب: «كان هذا رأيي في المجلس الماضي أما في المجلس القادم إذا نجحت فستكون هذه القضية أولوية بعدما مرروا قانون الاستقرار والأمر كان مجرد تكتيك سياسي» وطبعا نجح الأخ في الانتخابات بعد أن أكل عقول الناخبين بتكتيك ما وراء الكواليس.
6 ـ كاتب يهاجم الجميع بلا استثناء ويرمي برداء الأخلاق والوطنية في وجوه خصومه ويتحداهم في أنه الأكثر وطنية وقف في يوم الاقتراع أمام إحدى المدارس «يطر» الأصوات لصالح مرشح عرف بدقه الأسافين في جسد الوحدة الوطنية، سأله أحد الزملاء «أنت تطلب لشخص يهدم الوحدة الوطنية وأنت تدعي أنك كاتب وطني» فقال وبنفس لا يقل فئوية عن مرشحه: «زين يسوي فيهم ولا تصدق كل ما تقرأ».
7 ـ أكثر من نائب «فلقونا» بشعارات أنهم ضد المحاصصة، وعندما يجتمعون بسمو رئيس الوزراء يقولون «حط فلان ولا تحط فلان»، ويخرجون ويعلنون من جديد: «نرفض المحاصصة» رغم أنهم رعاة المحاصصة وزارعوها والمروجون لها بل وأكبر مهربيها إلى الجسد السياسي.
خارج نطاق الحديث: «الجمال هو جمال الروح» و«الجمال فاني» و«أهم شيء الأخلاق» جُمل كنت أعتقد أنه لا يدير اسطوانتها سوى الجياكر من النساء، ولكن الآن والآن فقط تأكدت أنها جُمل لم تخترعها سوى جيكرة.