مما لا شك فيه أن دخول الشيخ ناصر صباح الأحمد للحكومة كنائب أول لرئيس مجلس الوزراء ووزير للدفاع قد أعاد للمشهد السياسي ككل توازنه الذي كان يفتقر إليه منذ سنوات، وهذا الكلام ذكرته وأكدت عليه منذ إعلان تسميته عضوا في الحكومة الحالية، بل إن وجوده أثبت حالة من التوازن العام في المشهد السياسي بشكل عام، فالمعارضون اعتبروه وسيطا محايدا وكذلك اعتبره المعسكر الآخر، فبمجرد تسميته وجد كثيرون أن بوجوده استعادة لتوازن كان مفقودا في جزء من المعادلة السياسية، وعنصر عدل في زمن تتمايل فيه كفتا ميزان المشهد منذ سنوات.
> > >
بل بوجوده كعنصر اختفى حديث «المع» و«الضد» لكل ما هو حكومي، وتحولت الحكومة من كائن تراه الغالبية مضادا لكل ما هو شعبي الى كيان قائم يمكن نقده ويمكن أيضا قبوله او على الأقل قبول ما يصدر عنه من قرارات وهذا ما حصل، حتى في وقت خروجه الاضطراري للعلاج كان الشيخ ناصر حاضرا، وان تكون حاضرا في وقت غيابك سياسيا لا يتحقق إلا لسياسي من طراز مختلف.
> > >
ومن هذا المنطلق وهذه القراءة البسيطة، فالوضع سياسيا في البلاد وعلى عكس ما يتخيل البعض فإنه في طريقه إلى انفراجة كبيرة جدا، ومع دور الانعقاد المقبل سنشهد تغيرات جذرية على اكثر من صعيد اغلبها سيصب في صالح إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي وستكون تأثيرات تلك التغييرات في الجانب الذي سيعيد التفاؤل إلى الجميع، أهمها أن المحاسبة ستكون في أقصى درجاتها وستعود الأمور إلى نصابها الأكثر صحة.
> > >
الحديث عن الاستجوابات مع بدء انطلاقة دور الانعقاد القادم وتأثيراتها سيكون من السابق لأوانه تحديد تأثيراتها، ولكن وكما يبدو من التحركات السياسية الأخيرة أن دور الانعقاد القادم سيشهد حزمة تغييرات جوهرية، ربما ليس على مستوى الحكومة فقط، ولكن ما هو أبعد قليلا، وسيكون ما يترتب على تلك التغييرات حركة تصحيح سياسية يرى كثيرون أنها مستحقة، وربما يكون هذا الحديث سابقا لأوانه ولكنه على الأقل أمنيات سياسية يجدها البعض واجبة الاستحقاق خاصة في مرحلة مهمة تستوجب التغيير للأفضل.
> > >
دور الانعقاد المقبل أمامه أكثر من دور محوري ليعدل به المسار السياسي بعيدا عن الصراعات التقليدية، وأهمها قوانين تطوير الجزر، وهو الملف الذي يحمله الشيخ ناصر صباح الأحمد كأجندة معلنة وواضحة هدفها القفز بالبلد من الحالة الاستهلاكية الرتيبة إلى الحالة الإنتاجية المتفاعلة.
> > >
عامة، الاستجوابات التي ستدرج مع انطلاق الدور التشريعي المقبل لن تكون سوى مناورات سياسية لن تؤثر كثيرا على الحكومة ولا على التوازنات السياسية، وأغلبها تسجيل مواقف وستنتهي إلى لا شيء يذكر، ولكن الاستحقاقات السياسية المنتظرة ستكون اكبر وهو ما ننتظره كمواطنين.
[email protected]