سعد الصويان اول باحث في الموروث الشعبي، تناول البحث العلمي عن الموروث الشعبي للجزيرة العربية وكتبه بروح ابن البيئة بعد ان ظل موروثنا يكتب ولسنوات طويلة على ايدي مستشرقين ودخلاء من خارج رحم الجزيرة العربية.
ربما يكون د.سعد الصويان من رواد الكتابة والتخصص في الموروث الشعبي، ولكنه الأول الذي تجرأ وكتب نتائج بحوثه في الصحف وظهر فيها للإعلام متحديا خرافات المحظورات القبلية والعائلية والتاريخية، وكتب بحوثه ونقلها وتناولها بطريقة علمية سهلة ميسرة.
> > >
للأسف، ان تجربة د.سعد الصويان، اعني تجربة تعميم د.سعد توقفت عنده، ولم تشمل غيره وهم كثر في الكويت او في السعودية او في غيرهما من دول الخليج، ممن يتخصصون علميا وعمليا في دراسة الموروث الشعبي الذي يشكل الشكل العام والخاص لخصوصية منطقة الخليج العربي ككل، ويرسمها بل ويكشف شكلها العميق عبر دراسة القصائد والمنقولات والمرويات، فالدكتور الصويان تجرأ كما لم يتجرأ أحد من قبله على نقل الأدب الشفاهي - المختلف حوله - من المشافهة الى التدوين ونشره عبر الصحف منذ منتصف الثمانينيات، وتجرأ وجرؤ على نشر أبحاثه في الصحف رغم المحظورات الاجتماعية والقبلية في الصحف، وناله ما ناله أيامها ولكن ذلك لم يثنه عن إكمال مسيرته في نشر أبحاثه.
> > >
بل ان د.الصويان كان الوحيد الذي اعتبر مخزون الشعر الشعبي مرآة ولوحة موثقة لما كان عليه شكل منطقة الجزيرة العربية في القرنين التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، ووضع تصوراته وفق القصائد التي لم تنقل من المشافهة الى التدوين على يده من قبل لرسم صورة اقرب الى الواقع لواقع المنطقة، وهو الأمر الذي لم يسبقه اليه أحد.
> > >
في إحدى محاضراته يقول د.الصويان ان القبيلة بشكلها الاجتماعي وهيكليتها ومنذ بداياتها الأولى هي جزء غير معروف من الشكل الديموقراطي الحديث الذي تمارسه الديموقراطية الغربية من استقلال القضاء وفصل السلطات والهيكلية الاقتصادية، وحقيقة ان ما نقله د.الصويان لم يكن معروفا لدى العامة قبل ان يعلنه بتلك المحاضرة د.سعد، ولكنه قام وباستخدام ثقافته العامة وعلمه في الموروث بالربط بين الأشياء ومن ثم الخروج بنظرية ان الديموقراطية شكل من أشكال الممارسة القبلية في الجزيرة العربية، وهو امر لم يقل به اي من علماء الاجتماع العرب او المتخصصين بالموروث الشعبي.
> > >
عالم متخصص مثل د.سعد الصويان لو كان «اشقر» وعيونه «خضر» لكانت نظرياته أخذت محمل الجد ومحمل التطبيق ليس على المستوى الرسمي بل حتى بين الناس على المستوى الشعبي في عموم دول الخليج، ولكن لأنه مثلنا «اسمر» ولسانه «نجدي» فنظرياته الحقيقية هي «محمل شك» او لتقل انه تنطبق عليه مقولة «لا كرامة لنبي في وطنه».
> > >
د.سعد الصويان حالة خليجية خاصة ونادرة، وهو الدكتور والعالم السعودي المتخصص في مجال يندر ان يتخصص به أحد، وصاحب نظريات أجد من الإنصاف العلمي ان تؤخذ بشكل جاد لتفسير الحالة السياسية بشكل عام في منطقتنا الخليجية، والتي بموجبها يتم تفسير الحالة العامة للجمهور للتعاطي مع المتغيرات السياسية الحالية.
> > >
بالعربي «المشبرح» كما يقول اخوتنا اللبنانيون انه ليس أجدر ولا احق من رسم صورة التعاطي الشعبي العام خليجيا مع رأي علم مع او تجاه اي قضية سياسية سوى د.سعد الصويان، فهو من يملك مفاتيح أسرار الثقافة الشعبية وما وراءها للحكم على اي قضية، ربما تحملني رياح المبالغة تجاه د.سعد وعلمه، ولكن للأمانة إن د.سعد وأمثاله من المتخصصين في مجالات الموروث الشعبي هم الأقدر على تفسير أي قبول او رفض شعبي تجاه أي متغير سياسي واسع او ضيق التأثير على المنطقة.
[email protected]