ليست المرة الأولى التي تتفوق فيها وزارة الإعلام على نفسها عبر تطبيق مبدأ الاحترافية العالية جنبا إلى جنب مع الشفافية المطلقة في نقل الحدث، أسبوع كامل هي المسافة الزمنية بين كارثة الأمطار الأولى والثانية كانت خلالها وزارة الإعلام بمنزلة ناقل حيادي للأحداث، والأهم أنها تحولت بأسلوبها الذي يدمج بين الشفافية والاحترافية العالية إلى مصدر للإشاعات، بل إن وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف تطبيقاتها أصبحت تنقل عن تلفزيون الكويت على غير العادة.
****
عادة لا يكون تلفزيون الكويت «الحكومي» مصدرا للأخبار، أعني تعودنا منذ سنوات أن يكون التلفزيون مجرد ناقل لأخبار المسؤولين والجهات الحكومية، ولكن مع الأسبوع الماضي تحول التلفزيون إلى قناة إخبارية موجهة إلى الداخل تتناول الأحداث الطارئة أولاً بأول، بل وبحيادية كاملة دون تلميع أو مجاملة زائدة عن الحد إلا بقدر ما يتطلب ظهور مسؤول للتعليق على أمر يتعلق بمجال اختصاصه.
****
خلال الأسبوع الماضي وبتغطية التلفزيون لأحداثه تحول تلفزيون الكويت من تلفزيون «حكومة» كما تعودنا إلى قناة إخبارية تبث على مدار 24 ساعة طوال أيام الأزمة. وأهم ميزات ما قدمته القناة الإخبارية «تلفزيون الكويت» ليس نقل الأحداث ومتابعتها أولا بأول ونشر المعلومات للجمهور فور ورودها، بل كان تلفزيون الكويت بتغطيته مصدرا للإشاعات، وأصبح مصدرا للأخبار لجميع وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة بكل أنواعها، فأصبح يُنقل عنه بل ويُنقل عنه بمصداقية.
****
حقيقة ما حصل «إعلاميا» هو أن تلفزيوناً حكومياً تحول في اقل من ساعة إلى قناة إخبارية بطواقم مذيعين ومراسلين ومحررين وفنيي نقل وغرف أخبار تغطي كافة مناطق الحدث.
وجزء مما كشفته الكارثة هو أن لدينا قناة إخبارية «مخبوءة» داخل تلفزيون ظهرت وبشكل رائع عندما استدعت الحاجة إلى ذلك.
****
والقضية هنا ليست مجرد أداء واجب لتلفزيون حكومي، بل كانت حالة تفوق على الذات حققتها وزارة الإعلام بكافة العاملين بها لتقديم صورة مشرفة عن الإعلام الكويتي المحلي القادر على ان يقدم المادة الخبرية وفق أعلى المعايير الإعلامية الحديثة ويثبت علو كعب الإعلام الكويتي.
****
بمناسبة الحديث عن تحول التلفزيون إلى قناة إخبارية خلال كارثة الأمطار أو كما أسماها العم صالح العجيري «الهدامة الرابعة»، هناك توجه إلى إنشاء قناة إخبارية كويتية تُبث على مدار الساعة على غرار «العربية» و«الجزيرة»، والحقيقة أن هذا التوجه كان يمكن أن يكون ناجحاً قبل عشرين أو 15 عاماً عندما- فعلاً- كنا بحاجة إلى مثل تلك القناة لنقل وجهة نظرنا السياسية حول أحداث إقليمية كانت تمر بها المنطقة، ولكن اليوم أعتقد انه ليست هناك حاجة إلى مثل هذه القناة لانتفاء ضرورتها، فتلفزيون الكويت قادر على أن يتحول إلى قناة إخبارية متى ما دعت الحاجة إلى ذلك.
****
شكراً من القلب للزملاء في التلفزيون بمختلف مسمياتهم ومناصبهم، وشكرا للجميع في وزارة الإعلام كافة على ما قدموه بمستوى اظهر علو كعب الإعلام الكويتي في مثل تلك الأحداث.
****
توضيح الواضح: «عاد مو كله انتقاد سلبي»، فالأزمة «الهدامة الرابعة» أظهرت جوانب إيجابية رائعة في الشباب الكويتي بمختلف التخصصات والمجالات.
[email protected]