مستشفى الجهراء وطوال سنوات أخذ سمعة غير طيبة بين جميع المستشفيات، وان كانت حاله حال مستشفيات ومستوصفات وزارة الصحة عموما التي غرقت في بئر تردي الخدمات الصحية لنحو عقد ونصف العقد.
لسنوات والمرضى يهربون من العام الى الخاص بسبب حالة تردي الخدمات الصحية التي وصلت الى حد تحولت فيه من مستشفيات للعلاج الى أماكن تجلب الضغط والسكري لأي مراجع، فمن طوابير الانتظار الطويلة الى الازدحامات غير المعقولة الى حالات متعددة من التشخيص الخاطئ الى مبدأ «البنادول علاج لكل الأمراض» حتى انك تعتقد ان الطبيب درس وتخصص وتعب فقط ليمنحك قرصي بنادول..«وهذا دواك وعلى الله شفاك».
بسبب هذا كله فقد المريض ثقته بالمستشفيات وبأطباء الحكومة حتى ولو كان احدهم عبقريا «يقدر يسوي عملية بدماغ نملة وهو مغمض».
***
منذ عامين بدأت وزارة الصحة بمستشفياتها تخرج من بئر تردي الخدمات الصحية، وتحولت الى قبلة حقيقية لطالبي العلاج، ومنها مستشفى الجهراء، المنطقة التي تعاني ككل أصلا من تردي جزء كبير من الخدمات فيها، ولكن منذ نحو عامين بدأ مستشفى الجهراء يتحول من مستشفى حكومي «غير أهل للثقة» بل «غير أهل للزيارة» إلى مستشفى طبي حقيقي، لن أقول مستشفى رائعا او مستشفى متفوقا او منبرا، بل مستشفى حقيقي وجد ليفتح أبوابه لطلاب خدمة العلاج من المرضى.
***
التطوير الذي حصل في مستشفى الجهراء في اغلب أقسامه ليس بسبب تغيير الوزراء او تغيير الإدارات بل لكون إدارة المستشفى وكما اتضح لي تعمل وفق منهجية تقديم خدمات علاجية حقيقية جنبا الى جنب مع تطوير الجوانب الإدارية في المستشفى وتنظيم العمل بشكل يتلافى الازدحامات والأخطاء السابقة.
***
تطوير وزارة الصحة أو بالأصح تطوير مستشفياتها يتطلب خدعة بسيطة هو ان يكون مدير المستشفى طبيبا يمتلك تخصصا إداريا أو يمتلك خبرة في المجال الاداري على الأقل يمتلك حسا إداريا حقيقيا، واعتقد ان هذا ما حصل مع مستشفى الجهراء الذي تحول من مستشفى درجة حكومية الى مستشفى من الدرجة «الخاصة»، فكانت العقلية الإدارية الطبية سببا في نقله من حال الى حال، وسببا في تحويله من مستشفى حكومي الى مستشفى «اجدع من المستشفيات الخاصة».. وبمراحل، وهذا من واقع تجربة فالمستشفى وبسبب التغيير الإداري في طريقة عمله ككل انتقل من حالة «مستشفى..دولة فقيرة» إلى «مستشفى.. دولة ثرية بالنفط» وهذا هو المفروض، فلا يعقل اننا دولة ثرية ومستشفانا مستشفى دولة مدينة لصندوق النقد الدولي بـ 200 مليار دولار.
***
لن أبالغ أنني استغربت إذ علمت أن حتى نتائج الفحوصات الطبية والتحاليل تصل عبر رسالة نصية الى المريض كخدمة مضافة، وطبعا هذا جزء من تطوير كلي شهده مستشفى الجهراء على مدى العامين الماضيين، تجربة أعتقد أنها يجب أن تعمم بما يليق على بقية المستشفيات الأخرى، لتتحول مستشفياتنا من مستشفيات حقبة مقابل النفط الى مستشفيات حديثة.
***
توضيح الواضح: وزير الصحة الحالي الشيخ د.باسل الصباح وزير شاب ومتخصص في مجاله، واعتقد ان التعيينات الأخيرة التي قام بها ستدفع بعمل نقلة نوعية للقطاع الصحي في الكويت، هذا ما يتضح حتى الآن، والأفضل ان يتم الاستمرار بهذا النفس التجديدي مع الأخذ بعين الاعتبار عدم إهمال الخبرات من الكفاءات المحترمة ممن لم يمسسها شيء من نار الشبهات.
***
توضيح الأوضح: مدير مستشفى الجهراء د.علي المطيري، طبيب يتمتع بعقلية إدارية تحفيزية جيدة، يجمع بين كونه طبيبا متخصصا ويمتلك خبرة إدارية كان لها دور واضح في تطوير العمل بشكل جلي في المستشفى.
[email protected]