التغييرات في المشهد السياسي المحلي لا تحتمل سوى أمر واحد فقط، هو العودة إلى صناديق الانتخاب، ليس هذا فقط بل أن تتم هذه العودة وفق شكل جديد للانتخاب بتغيير الآلية كما حصل في 1981 وما تلاها من تغيير للدوائر الانتخابية، وآخرها كان 2006 والتي أحالت الدوائر من 25 بصوتين إلى 5 دوائر بأربعة أصوات، وكان هذا التغيير في منتصف العقد الماضي كفيلا بتغيير خارطة المخرجات الانتخابية عبر الصناديق، وهو ما حصل لاحقا في 2013 بصدور مرسوم 5 دوائر بصوت واحد.
***
دون الدخول في تفصيلات المشاهد التي أعقبت كل تغيير علينا أن ننتبه إلى أن كل تغيير في آلية الانتخاب لم تكن ردة فعل لحدث سابق للتغيير، بل كانت استباقا لحدث آخر آت، أي انه تغيير استباقي وليس تغييرا ناتجا عن ردة فعل.
***
وبقياس عدد مرات التغيير والمتغيرات السياسية بين تغيير وآخر في آلية الانتخاب لدينا، نستشف بوضوح شديد للغاية أن هناك تغييرا قادما في آلية الانتخاب، وهو أمر قريب جدا، واعتقد انه وفق هذا التنبؤ أن الانتخابات القادمة أيا كان توقيتها سواء بعد شهرين أو بعد عامين ستكون آخر انتخابات تجرى وفق آلية الدوائر الخمس والصوت الواحد، وهذا وان كان غير معلن أو مطروح حاليا للنقاش ولكن اعتقد انه اصبح حتميا الآن، والخيارات مفتوحة على مصراعيها لهذا التغيير.
***
وبغض النظر عن شكل التغيير، أرى انه سيكون افضل للجميع وللبلد بالدرجة الأولى، ودون حساب المستفيد من هذا التغيير، فالتغيير في آلية الانتخاب سيكون في مصلحة الجميع.
***
توضيح الواضح: إعادة برمجة المشهد السياسي..اصبح أمرا حتميا، وهو أمر ليس بحاجة إلى حملة «نبيها خمس» بل أسهل من هذا بكثير، فالتغيير السياسي الحقيقي يكون بتغيير آلية الانتخاب وليس فقط بحل المجلس والدعوة لانتخابات جديدة وفق الآلية الحالية.
[email protected]