وزارة التجارة وخلال الأعوام الثلاثة الماضية اختزلت زمن الدورات المستندية للحصول على الرخص التجارية لمختلف أنواع الأنشطة من أشهر ومراجعات «كعب داير» إلى ساعات وفي مكان واحد اسمه «النافذة الواحدة»، وهذا إنجاز يحسب لوزارة التجارة بل يحسب للبلد ككل الذي يسعى للتحول إلى مركز تجاري ومالي عالمي وفق رؤية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
****
إنجاز وزارة التجارة واضح وضوح العيان من خلال إدارة النافذة الواحدة التي بدأ العمل بها رسميا منذ سبتمبر 2016 وكانت إنجازا يستحق الإشادة لأنه وعلى ارض الواقع كانت تلك الإدارة الباب الذي دخلت منه وزارة التجارة لإعادة تشكيل نفسها كوزارة «تجارة» حقيقية وليست مجرد جهة تسكنها البيروقراطية المميتة وتدور بعجلة الدورات المستندية المحطمة لصاحب أي مشروع.
****
وزارة التجارة ومع وزيرها «التاجر» الشاب خالد الروضان غيرت جلدها إلى الأفضل وأعادت تعريف مفهوم التجارة عن طريق تسهيل استصدار الرخص التجارية في زمن لا يتعدى الـ 24 ساعة، ولكن ما حصل منذ 2 يناير الماضي يكاد يحطم كل هذا الإنجاز ويلغيه عندما تم البدء بتدشين إصدار الترخيص الإلكتروني، إذ انه وبعد الانتقال للنظام الجديد فإن قطاع الشركات ـ وهو القطاع الأقدم والأعرق في وزارة التجارة ـ تعطل نظامه تماما إلى درجة انه بسبب التعطل لا يمكن تجديد التراخيص ولا يمكن إصدار التراخيص بعد التعديل، بل لا يمكن إصدار شهادة لمن يهمه الأمر (مستخرج)، وكذلك لا يمكن إصدار تراخيص الاستيراد المؤقت، ما تسبب في تعطيل مصالح خلق الله من التجار وأصحاب المشاريع المتوسطة والبسيطة، ولأكثر من ثلاثة أسابيع وهذه التراخيص معطلة.
****
قطاع الشركات في وزارة التجارة هو الأكبر كما قلت والأعرق بل والأهم، وكونه يتعطل بهذه الطريقة فلابد من محاسبة، إذ ان هذا القطاع الحيوي عندما يتعطل لثلاثة أسابيع يعني تعطل مصالح ناس وبسببه يخسرون أموالهم وتتوقف جزئيا عجلة من عجلات الاقتصاد، لا لسبب إلا لأن القائمين على القطاع فاتهم ـ كما يبدو ـ قطار التكنولوجيا أو أنهم لا يجيدون التعامل مع التطور المنشود رغم أن هذا القطاع عمره يقترب من نصف القرن وكان يفترض ان يكون مركز خبرات وزارة التجارة كلها وأساس تطورها لا سبب تعطلها وتأخيرها.
****
بينما، أقول بينما، إدارة النافذة الواحدة التي لم يتجاوز عمرها العامين ونصف العام تجاوزت كل المعوقات وحققت المستحيل وهي التي تقود الطريق نحو التطور في وزارة التجارة، وليس من سر وراء تفوق تلك الإدارة الناشئة على القطاع العريق سوى أن من يقف وراءه عقليات شابة حقيقية.
[email protected]