بعيدا عن نظريات المؤامرة التي تعشش في أذهان الكثيرين ممن يعتقدون أن كل العالم وكل الطوائف ومعهم بعض من سكان الكواكب القريبة في درب التبانة يتآمرون عليهم، فإن شركة ديزني ينتظر أن تحقق عوائد تفوق العشرة مليارات دولار أميركي من ستة أفلام أطلقت بعضا منها والبعض الآخر في طور العرض قريبا، ومنها captain marvel الذي تجاوزت عوائده في شباك التذاكر المليار دولار، وينتظر أن يتخطى فيلم the avengers: endgame حاجز الملياري دولار والذي سينطلق عرضه الأسبوع القادم، ومع هذين الفيلمين الملياريين ستأتي بصيف هذا العام وخريفه أفلام أخرى لديزني ينتظر أن تتجاوز عوائدها المليار لكل فيلم ومنها toy story وعلاء الدين وحرب النجوم الحلقة التاسعة وfrozen وlion king.
****
وبهذه النجاحات التي تحققت والتي ستتحقق كعوائد لديزني تتجاوز العشرة مليارات دولار فإن ميكي ماوس يحكم عالم السينما اليوم، شركة أميركية واحدة بشعارها الذي يأتي على صورة فأر تحقق عوائد تعتبر قياسية في تاريخ السينما، ما يدل على أن هذه الشركة العملاقة بإنتاجاتها تلك تتحكم وترسم مساحة كبيرة من الثقافة السينمائية ليس في العام الحالي فقط بل منذ سنوات، وان كانت هيمنتها وتأثيرها أكثر وأعمق طغيانا خلال العشر سنوات الأخيرة خاصة بعد أن دخلت بشراكة لإنتاج أفلام عالم مارفيل سواء بالشراكة الجزئية أو كموزع ذلك عدا أفلامها التي تنتجها.
****
تخيل أن شركة أميركية واحدة تسيطر على ما مساحته نحو 50% من الإنتاجات السينمائية الضخمة وتتحكم في شكل ونوع القصة التي ستصبح - شئنا أم أبينا - جزءا من ثقافتنا غدا، وفوق هذه كله تحقق المليارات، وهذا كله لأن الخيال ليس له حدود لديهم في الكتابة والتأليف، الكتابة التي هي اصل كل هذه العوالم السينمائية، والكتاب هو اصل كل شيء قائم على الثقافة السينمائية.
****
وبينما ميكي ماوس يحكم العالم سينمائيا هذا العام وربما لأعوام قادمة، هناك في بلد من العالم يقع بين خطي العرض 28.30 و30.06 شمالا وخطي الطول 46.30 و49.00 شرقا تمنع حكومته وتسحب كتابا للدكتور شفيق الغبرا لأنه «ما جاز لچم واحد»، وتمنع إقامة أسبوع ثقافي للبدون، والمحتسبون فيها يطلعون عينك إذا ما قمت بتأليف كتاب يرونه خارجا عن أطر تفكير تلك المجموعة أو غيرها.
****
ليس في الكويت فقط حالة المنع وخنق حرية الرأي بل في عموم الشرق الأوسط، لذا أميركا تحكم العالم، لا، بل شركة أميركية واحدة تحكم العالم السينمائي، شعارها الفأر ميكي ماوس الذي قال أحد جهابذتنا إن مشاهدته حرام لأنه.. فأر، وأفتى آخر إذا لم تخنّي الذاكرة بإهدار دمه!
[email protected]