في مقال لي نوفمبر الماضي وتحت هذه الزاوية كتبت ان مشروع تطوير الجزر سيتم شيطنته، وذكرت كيف أنه سينقل المتناقلون ذلك المشروع ويعلقونه على شجرة ويرجمونه، العاقل منهم وغير العاقل، العارف ببواطن الأمور وغير العارف.
***
وكنت أعرف أن جزءا من رفض المشروع سيكون جزءا من فاتورة صراع سياسي قائم وهو أمر طبيعي جدا ولا يدعو للهلع أو تخوين الرافض للمشروع، فكل الأفكار الجديدة عرضة للوقوع بين معسكرين أحدهما رافض وآخر مؤيد، وهذا لا يعني أن الرافض عدو للتطوير، بل ربما لديه وجهة نظر يمكن ان تؤخذ لتعديل الفكرة التي لم تولد تشريعيا بعد، والمؤيد بشكل مطلق للمشروع أيضا قد لا يعي تماما وجود تعديلات ضرورية في بعض جوانب مسودة قانون المشروع.
بل إنني استبقت بمقالي سالف الذكر واستشرفت جزءا من شكل الصراع الخلافي الدائر حول المشروع الذي ظهر قبل أسبوعين أي بعد مقالي بخمسة أشهر كاملة، وذكرت ما نصه: «تخيل فقط فكرة أن مشروع تطوير الجزر سيخلق سنغافورة جديدة داخل الكويت، وكأننا بلد سيولد بداخله بلد اقتصادي آخر مستقل اقتصاديا وإداريا، وهذه الفكرة العامة البسيطة لمشروع تطوير الجزر، وعندما تؤيد فكرة كهذه فأنت لا تطبل، بل انت تؤيد فكرة وفق ما هو معروض من خطوطها العريضة، أما عندما يخرج القانون وتقدم مسودته وتعرض على مجلس الأمة فستكون هناك آراء أخرى، وإذا ما أقر القانون وبدأ تنفيذ المشروع فحتما ستكون هناك رقابة النقد على آليات التطبيق، ولكن هذا لا يعني أن نرفض فكرة كفكرة تطوير الجزر لمجرد أننا لم نر أو نطلع على قانونها».
***
مشروع القانون وكما هو واضح وجلي رغم بعض التباينات سيمر وستجرى تعديلات على مسودة المشروع الذي تسرب خاصة بعض النقاط الخلافية وان كانت ليست جوهرية، وسيكون مروره سلسا وان كان يدخل في باب مساومات سياسية مستحقة ولكنه سيمر.
***
المشروع كفكرة يتطلب التأييد، أما نص المشروع فسيخضع لباب التعديلات ولا اعتقد انها ببعيدة أبداً.
[email protected]