البعض اعتقد في حديثي عن وزارة الإعلام أنني بالغت في وصفي أن إنتاج القناة الأولى لهذا العام لا كم ولا كيف، والحقيقة أنني لم أذكر سوى رأس جبل جليد مشكلة قادمة ستظهر في وزارة الإعلام، أهمها أن وزارة الإعلام بقنواتها ومحطاتها ومؤسساتها الأغلبية منها تعمل بلا غطاء مالي، بالعربي تعمل بلا ميزانية، إذ ان الميزانية نضبت منذ أشهر ولم يعد هناك أي غطاء مالي لدفع أي مستحقات لا إلى منتجي أعمال جديدة ولا عاملين بنظام المكافأة ولا أي مشروع يمكن أن يطرح، فالميزانية الآن ستدخل مرحلة الإفلاس أو أنها دخلت فعلا في مرحلة السالب.
***
لن أعدد الأسباب لهذا الانهيار المالي السريع ولكن سأذكر أحد الأسباب، كمثال بسيط يجيب عن جزء من سؤال: «وين راحت فلوسنا؟!»، لن أتحدث عن الصرف المبالغ فيه لعدد من البرامج والمشاريع بشكل غير مدروس لا يتواءم مع الحاجة الفعلية للسنة المالية التي حددت من اجلها الميزانية، ولكن يكفي أن نعلم أن وزارة الاعلام بدأت منذ العام الماضي وتحديدا في شهر مايو تدخل في أزمة ميزانية عندما رفضت وزارة المالية طلبها مناقلة مليوني دينار من ميزانية العام الماضي لتغطية تسديد ميزانيات برامج ومسلسلات لم تدفع رغم التعاقد عليها واستلام الاعمال من المنتجين.
***
أي ان المشكلة بدأت منذ عام بالضبط، وتم تغطية عجز العام الماضي من ميزانية العام الحالي بشكل يمكن أن يتسبب بخلل يمكن أن يستمر لخمس سنوات قادمة في جميع قطاعات الانتاج في الاعلام، وسيتكرر سيناريو العجز الذي منيت به وزارة الإعلام قبل نحو 20 عاما عندما تم اتباع سياسة الصرف غير المدروس ما أدى الى ارتكاب مخالفات صريحة وجسيمة أدت الى تشكيل لجنة تحقيق عرفت باسم «لجنة التحقيق في ملاحظات ديوان المحاسبة» وظلت بعدها الوزارة خمس أو ست سنوات غير قادرة على النهوض من عجزها بسبب الصرف غير الموجه.
***
الآن يتكرر السيناريو الذي حدث قبل نحو 20 سنة، وهذا يعني أن تدخل الوزارة في عجز مالي سنوي يستمر وقد يتسبب في إنهاء حضور التلفزيون الكويتي وكل قطاعاته، وأتمنى ألا يحدث هذا، وألا يصبح هذا هو مستقبل وزارة الإعلام أو تلفزيونها الذي جاهد المسؤولون عنه سنوات حتى استطاعوا أن يجعلوا منه علامة إعلامية فارقة بين الفضائيات.
***
الحلول سهلة جدا لتجاوز هذه الأزمة المالية غير المبررة، ولكن الأمر بحاجة الى قرار حقيقي.
وأول الحلول هو إبعاد من لا علاقة لهم بالإعلام عن اتخاذ القرارات أو ابعادهم عن دائرة التأثير.
[email protected]