لا أنصح أحدا بمشاهدة أي من أفلام التسعينيات باستخدام تقنية blu-Ray، خاصة إذا كان الفيلم الذي سيشاهده من أفلامه المفضلة، لأنك ستكتشف فضائح في فيلمك المفضل لم تكن لتشاهدها أو تلحظها لو انك شاهدتها على نسخة DVD عادية، أو كما شاهدتها سابقا بتقنية عرض أشرطة الفيديو VHS القديمة.
***
وسبب تحذيري أنك ستلاحظ كوارث في التصوير عندما تشاهد أيا من أفلامك المفضلة بتقنية البلوراي، وشخصيا اكتشفت ذلك عندما شاهدت الجزء الأول من فيلم Bad boys بتقنية البلوراي، إذ وفي أكثر من مشهد حركي خطر اتضح أن الذي يقفز أو يقود السيارة المسرعة هو بديل وليس ويل سميث أو مارتن لورانس بطلي الفيلم، فقد أتاحت لي التقنية عالية الدقة أن أشاهد و«أرى» تفاصيل وجوه مؤدي الحركات الخطرة لأكتشف أن من قفز أو قاد السيارة المسرعة شخص أصلا لا يشبه البطل، والأمر كان بحاجة فقط إلى «رؤية أكثر وضوحا» حتى تكتشف خدعة تبديل البطل بالبديل، وطبعا لم يكن مخرجو التسعينيات وما قبلها يدققون في إخفاء وجه البديل عند أدائه حركة خطرة بديلا عن النجم لأنهم يعلمون أن تقنية العرض لن تظهر الفارق بين وجه النجم ووجه البديل مؤدي الحركة، ولو كانوا يعلمون أن تقنية ستفضحهم لما ارتكبوا هذا الخطأ.
***
وأعتقد أننا في الكويت أحوج ما نكون إلى تقنية سياسية تمنحنا «رؤية أكثر وضوحا» و..«دقة»، خاصة حتى نعرف ماذا حصل سياسيا في كل المراحل السابقة، واعتقد انه لو توافرت لنا تلك التقنية أو على الأقل الكتابة بإنصاف وتحليل سياسي متجرد فسنعرف ونكتشف أن بعضا ممن كنا نعتقدهم أبطالا سياسيين لم يكونوا على قدر اعتقادنا بهم، وبعضا ممن كنا نعتقد انهم الطرف «السيئ» في اللعبة السياسية في وقت ما ليسوا بالسوء الذي نظنه، الآخر ليس بحاجة سوى إلى كتابة سياسية منصفة غير متحيزة لبعض الأحداث، والتي اعتقد انه يمكن تحقيقها بعد أن زالت غشاوة التفكير الجمعي السابق وأصبح الأمر أكثر هدوءا ويقبل نقاشات لم يكن ليقبلها سابقا الواقع السياسي.
***
توضيح الواضح: برأيي أنه آن الأوان لإعادة التاريخ السياسي الحديث للبلاد، لأنه لا يمكن أن نقف على عتبة القراءات الموجهة والمنحازة سواء للحكومة أو للمعارضة ولا نجد سوى تدوين لكتلة مواقف ولكن لا أحد يدون الأحداث كما هي أو كما حدثت.
[email protected]