الإدارة العامة للدفاع المدني أعلنت عبر صفحتها عن عدد من مراكز الإيواء، وانتشرت قبل فترة قائمة بمراكز الإيواء تزامنا مع حالة التوتر الأخيرة في الخليج العربي، وهو إجراء طبيعي من قبل الإدارة بنشر مثل تلك القائمة. وأذكر جيدا بعد التحرير أن مدرسة الجهراء الثانوية كانت تعلو جدرانها علامة واضحة بالأزرق والبرتقالي تشير إلى أن هذه المدرسة ملجأ عام، وفي عام ٢٠٠٣ انتبه الناس لوجود الملاجئ العامة في فترة حرب العراق الأخيرة، وفي ذلك العام أجريت تحقيقا استقصائيا مصورا في «الأنباء» عن جاهزية تلك الملاجئ ومراكز الإيواء سواء في المدارس أو المستشفيات وكشفنا أن أيا منها غير مهيأ لأن يكون ملجأ أو مركز إيواء.
***
الآن وبعد أن اطلعت على قائمة الدفاع المدني وجدت أن المدرسة القريبة من منزلي من بين القائمة وهي مدرسة عقاب الخطيب الثانوية، ولأنها قريبة من منزلي قمت باستقصاء الأمر فلم أجد ما يدل على أنها مركز إيواء أو ملجأ لا بلوحة ولا قائمة إرشادات قريبة منها تدل عليها، لا شيء على الإطلاق، مجرد مدرسة ثانوية، لا شيء يدل ولو بلافتة أنها مخصصة لأي شيء، رغم أن الأمر لا يكلف سوى لوحة وعدد من اللافتات، لا اعلم عن المدارس الأخرى المخصصة كمراكز إيواء في حال حدوث أي أمر طارئ يستدعي تحويلها إليه، لكن المدرسة التي أتحدث عنها ومما هو ظاهر مجرد مدرسة تقع بين المنازل.
***
طبعا إعلان قائمة المدارس هذا يأتي بالتزامن مع إعلان وزارة التربية عن تجهيز هذه المدارس في حال حدوث طارئ، وهو الأمر الذي تبين لي من خلال جولتي البسيطة انه تصريح للاستهلاك الإعلامي وليس حقيقيا، فهم لم يكلفوا أنفسهم عناء وضع لوحة لا تكلف ١٠ دنانير ولو من باب ذر الرماد وليس فقط الدلالة على المكان كمركز إيواء.
***
طبعا حتى نكون في صورة واضحة، كل الدلالات تشير إلى أن التوتر العسكري في المنطقة هو ورقة ضغط سياسية من أكثر من جهة، وليس أكثر من هذا، وجزء من مناورات سياسية عالية التوتر للقوى الكبرى، لكن هذا لا يعني ان نتعامل مع الأمر بلا اكتراث، أو على الأقل لا تعلن الجهات الحكومية المسؤولة عن مراكز الإيواء عن شيء غير موجود.
***
الكارثة ليست هنا، فالملاجئ العامة في أغلب مستشفيات وزارة الصحة ومنها ما هو في منطقة الصباح غير مهيأة كمبان أصلا للقيام بهذا الدور وبعضها ومنذ سنة الطواعين لاتزال مهجورة وغير صالحة حتى لأن تكون مخزن خشب!
***
توضيح الواضح: المشكلة لدى «ربعنا» انهم يستسهلون التصريح قبل العمل الجاد الحقيقي، وهذه مشكلة حكومية أزلية، فمشكلتنا مع الاستعدادات للطوارئ لاتزال كما هي منذ ٢٠٠٣، فلم يتغير شيء.
[email protected]