لم يعد الاقتباس لدى بعض مؤلفي الدراما التلفزيونية الرمضانية من فيلم أو مسلسل عربي أو أجنبي كافيا، بل توسعوا - بارك الله فيهم - إلى اقتباس مقولات لمشاهير ومشاهد من روايات وقاموا بحشوها في عملهم المقتبس أصلا دون أدنى إشارة للعمل المقتبس منه أو حتى الاعتراف ولو من باب الشجاعة الأدبية باقتباسهم أو سطوهم.
***
سنوات والدراما الرمضانية بئر لا قرار لها من الاقتباس من أعمال سابقة من أفلام أو مسلسلات أجنبية أو حتى عربية أخرى، وأكثر عمل لهذا العام اتهم بالاقتباس الفاضح الواضح مسلسل «ولد الغلابة» الذي تجاوز حد الاقتباس إلى نسخ إعادة تصوير ذات المشاهد التي وردت في العمل الأصلي «Breaking Bad» بل حتى شخصية المحامي Saul تم نسخها ليصبح اسمه المحامي جمال لبه، ولو كان الاقتباس كويتيا لكان اسمه «يكيكي»، ولكان شعاره «من الأفضل أن تتصل على يكيكي» على غرار جملة «Better call Saul».
***
شخصيا الاقتباس من أعمال سابقة لعملك أمر خاص بك وبحدود أدبيات فهمك كمؤلف لحقوق الآخرين، ولكن كمشاهد أشترط وجود معالجة جديدة وليس «قص ولصق وتقليد مشاهد»، وهنا عرضت «ولد الغلابة» كأنموذج وحتما ليس الوحيد من الأعمال التي فتحت مغارة الاقتباس، بل الأعمال الكويتية نالها من اتهامات الاقتباسات ما نالها دون أدنى إشارة للعمل الأصلي أو مؤلفه، وفي هذا إهانة لذكاء المشاهد.
***
ونفي الاقتباس أيضا معضلة خاصة إذا كان تشابه خطوط العمل والحقبة الزمنية والفكرة الأساسية واضحا بين العمل المقتبس والنص الأصلي، ليس معضلة فقط بل كارثة إذ إن الكتاب وصناع الدراما ممن يفترض بهم أن يكونوا خط الدفاع الثقافي الأول للجمهور يستسهلون ارتكاب لطش جهود الآخرين ضاربين ابسط مفاهيم حماية الحقوق الفكرية عرض الحائط.
***
هؤلاء ليسوا كتابا ولا مؤلفين بل ناسخي أفكار، وجزء كبير من تخلف العمل الأدبي الدرامي في الكويت أو الوطن العربي عامة عائد إلى انتشار هذه الفئة التي لا تنتج أعمالا أصلية بل مقلدة، المصيبة انهم لا يقلدون فقط بل يصرون على ان عملهم اصلي، وهنا الإنكار كارثة أخرى تضاف إلى قائمة أخطائهم الأدبية بداية من الاقتباس وانتهاء بمعالجة ما اقتبسوه بطريقة رديئة جدا.
***
توضيح الواضح: تلفزيون الكويت عندما يضع اسمه على عمل من إنتاجه يجب أن ينأى بنفسه عن الوقوع في دائرة الاتهام بالاقتباس وأنا أعلم أن المسؤولين عن التلفزيون يعون هذا الأمر جيدا ويراعونه.
[email protected]