الأمر تجاوز حد المنطق والمعقول، فأنا افهم وضع «الفلوغرز» عندما يصعدون إلى سماء الشهرة بفيديوهات ساخرة مضحكة أو فيديوهات يعرضون فيها يومياتهم بشكل فكاهي يسخرون من هذا أو ذاك ويقطون و«يتطنزون»، ومن ثم يتحولون إلى مشاهير ويبدأون بعمل دعايات لمطعم ومصبغة ملابس وعطورات وماركات «والله يرزقهم»، وأرى انه من حق هذا «الفلوغر» أن يطرح رأيه في أي قضية سياسية محلية كونه مواطنا وله رأي، ولكن أن يتجاوز كل حدود الفهم والمنطق ويبدأ بالتحليل السياسي الإقليمي بل وطرح وجهات نظر معلبة وجاهزة، فلا وهنا «يستريح».
اعني ليس من المعقول انك بالأمس تحدثني عن همبورغر على الطريقة المنغولية وعصير بالزعفران الشبحوري واليوم تقدم لي تحليلا سياسيا للوضع الإقليمي.
خفة دمك و«الطنازة» لا تؤهلانك لأن تقدم لا لي ولا الى غيري رؤية سياسية ناهيك عن ان تقدم تحليلا سياسيا.
هنا لا أتحدث عن أحد بعينه، بل غالبية من امتهنوا التحليل السياسي الإقليمي بل والعربي والعالمي فقط لأنهم مشاهير سوشيال ميديا.
ما أتمنى أن أقوله لهم مع كل الحب «شلك بالسياسة وأهوالها وأرزاق الله على السوشيال ميديا»، فمنهم من يتمتع بخفة دم غير طبيعية ويحظى بقبول بين الناس، وأموره طيبة، ولكن أن يشطح وينطح باتجاه السياسة وينظّر ويحلل، فهذا ليس دوره ولا مجال فهمه ولا عمله.
أعلم أن بعضهم تغريه السياسة للتعليق، واعلم بحسن نيتهم، ولكن خوضه فيما لا يفقه ليس دوره، وأيضا لا ألومهم فالشعب اغلبه بارك الله فيهم هوايتهم الرئيسية التنظير السياسي «يفهم ما يفهم مو مشكلة المهم يقول رأيه»، نعم التنظير عن السياسة هواية مشتركة بين أغلب أبناء الشعب، ولكن «الفاشينيستا» او «مشهور السوشيال ميديا» عندما يتناول السياسة في مقاطع فيديو له أو تغريدات فهو تماما يخوض في مجال غير محالة يستوجب منا الدهشة.
حسنا، سأقول الصورة بشكل معكوس، تخيل فقط ان الدكتور عبدالله النفيسي يخرج في فيديو يروج لافتتاح مطعم همبورغر جديد، لن يقبلها أحد، أو على الأقل ستكون صورة غريبة، نعم إلى هذه الدرجة من الغرابة وعنها أتحدث.
[email protected]