مجلس الشباب الكويتي، فكرة جميلة جدا ولكن للأسف تطبيقها كان بطريقة «سووه وخلاص»، الفكرة كما ذكرت جميلة ومستحقة بل ورائعة إنما تنفيذها كان اقرب الى الترقيع بل انه الترقيع نفسه.
بداية، بدأ تسويق الفكرة او طرحها على الشريحة المستهدفة في مؤتمرات اتحادات الطلبة الكويتيين في الخارج وتحديدا الولايات المتحدة بطريقة الإعلان الشخصي، كأنهم كانوا يعلنون عن افتتاح مقر تصوير لخدمة الطالب او ترويج لمرشح طلابي.. نازل الانتخابات.
وبدأت حملة الترويج المحدودة لهذا المشروع العملاق او يفترض ان يكون هكذا في أواخر اكتوبر وبداية نوفمبر الماضيين، ثم انتهت حملة تسويق المشروع كاسم وبعدها وفجأة أعلنت الهيئة العامة للشباب في مارس الماضي عن بدء تلقي طلبات الانتساب لعضوية المجلس الشبابي للراغبين لمدة ٤٥ يوما، كل هذه الإعلانات في مجملها وأغلبها عن طريق مواقع الهيئة بعد ان أعلنت عن فتح باب التسجيل في مؤتمر بتاريخ ١٨ مارس ثم مؤتمر اعلان الذين تم اختيارهم عن طريق القرعة.
طبعا الهيئة أعلنت انها قامت خلال تلك الفترة بتنظيم ورش في الجامعات الحكومية والخاصة لتعريف الشباب بهذا المجلس، والحقيقة انه بمراجعة ارشيف اخبار الهيئة لم يكن هناك سوى اعلان انطلاق المشروع وإعلان بدء التسجيل فقط، وكما ذكرت كل الإعلانات عن هذا المشروع كانت حصرا على ما يصدر عن الهيئة في مؤتمراتها، ولم تكن هناك حملة «إعلانية» توازي حجم وأهمية هذا المشروع، وكأن المسؤولين عنه اكتفوا بمؤتمراتهم التي نقلتها عنهم الصحف وكونا.
بالعربي، المشروع لم يصل إلى الشريحة المستهدفة كما يجب لهكذا مشروع أن يكون للأسف، وهذا يسمى «قرطسة»، فالحملة كانت فقط «إعلامية» في مجملها لتغطية مؤتمرات بدء المشروع وبدء التسجيل، ولكن لا وجود لحملة «إعلانية» تسويقية حقيقية تستهدف الوصول الى شريحة أكبر من الشباب، بل لم يكن هناك branding او تسويق حقيقي للمشروع، وحتى المشاريع الصغيرة الجديدة تصاحبها حملات إعلانية أكبر من حملة مشروع مجلس الشباب الكويتي.
طبعا المشروع انتهى بإعلان من وقع الاختيار عليهم بالقرعة، ولكن لم يعلن المسؤولون عدد المتقدمين من كل محافظة، فقط لنتأكد إذا كانت حملتهم في الترويج بين الشباب وصلت لأكبر عدد ممكن ام ان العملية كما قلت «قرطسة».
للأسف الفكرة رائعة ولكن تطبيقها شابه الكثير من الأخطاء.
طبعا تصحيح هذا الخطأ لايزال ممكنا، عن طريق إعادة ترتيب كامل هيكلة مجلس الشباب واستخدام قدر اكبر من الشفافية في التعامل مع مشروع كهذا والاهم إعلان عدد المتقدمين الفعلي وإعلان سبب رفض بعض المتقدمين.
ما يصير مجلس شباب ومجلس شباب وآخرتها يتم اختيارهم بطريقة.. سنة ١٩٢٠، لا إعلان ولا شفافية ولا أحد فاهم شيء.
[email protected]