عندما أعلن مدير مستشفى العدان د. هاني المطيري عن بدء دورة تدريبية لاستخدام المزلاج الطبي او لوح الإنقاذ المنزلق او كما يسمى أيضا فراش الإنقاذ، وقدمته وزارة الصحة بأن مستشفى العدان الاول في المنطقة لاستخدام هذه الوسيلة، قامت الدنيا ولم تقعد وظهر المنتقدون بغير علم والمتفلسفون بغير ادراك وبدأوا بعرض انتقاداتهم بأن هذا الأسلوب قديم، وبعضهم قال ان هذه الوسيلة للإنقاذ لا تصلح سوى لحالات الإخلاء في الجبال والمناطق الوعرة، وشرع البعض في التأليف من «كيسه» عن هذا المزلاج الطبي وكيف انه تخلف وتراجع بل وذهب البعض إلى انه خطر على صحة المرضى الذين يتم إخلاؤهم بهذه الوسيلة التي وصفوها بأنها بدائية.
***
الحقيقة، ان أيا من المنتقدين لم يكلف نفسه عناء البحث عن أداة الإنقاذ تلك، وقام بالحكم من واقع ما رأى او اعتقد او زينت له نفسه، وهذه كارثة الكوارث في التعاطي مع حالات مثل هذه، فالمزلاج الطبي او لوح الإخلاء الطبي او سرير الإنقاذ المنزلق تم ابتكاره في استراليا عام ٢٠٠٢ بواسطة شركة متخصصة في بيع معدات الإنقاذ والإخلاء الطبي، وتنتشر هذه الاداة التي تستخدم فقط في حالة انقطاع الكهرباء عن المستشفيات لنقل المرضى غير القادرين على الحركة ما يتطلب إخلاءهم تحركا سريعا خاصة اذا ما كانوا في الأدوار العليا.
***
والمزلاج الطبي حل مؤقت لحالات ضرورة طارئة وليس وسيلة اخلاء كاملة، وتستخدمه مراكز إنقاذ وإطفاء في أنحاء أوروبا والولايات المتحدة الأميركية ويوجد في اليوتيوب اكثر من ١٠٠ مقطع تدريبي على المزلاج الطبي لمراكز اطفاء مختلفة، وتقدم هذه الفيديوهات للجمهور والمختصين على سبيل التدريب على اخلاء حالات حرجة من منازل تتعرض للحريق بواسطة استخدام المزلاج الطبي.
***
وتستخدم وسيلة الإخلاء بواسطة المزلاج الطبي «بشكله الحالي المطور» منذ اكثر من ١٥ عاما ومعتمد كوسيلة اخلاء اضافية ـ وليس رئيسية ـ في عدد كثير من المستشفيات في استراليا وأوروبا واميركا.
وما فعله مستشفى العدان للأمانة كان اضافة، والمزلاج الطبي معتمد وناجح للاستخدام في حالات معينة من الإخلاء الطبي من المستشفيات عند حدوث حريق او تعطل المصاعد، وهي وسيلة مساعدة وفعالة وتساهم في إنقاذ الأرواح في ظروف معينة، نعم هي ليست مثالية ولكنها حل تفرضه ظروف قاهرة لا سبيل لاتباع الإجراءات الطبية المعتادة معها.
***
هناك من ربطها بأنها متخلفة وهناك من علّق عليها كيف انها تستخدم مع (رؤية الكويت ٢٠٣٥) وهناك من قام بتأليف أنها مناقصة وتنفيع، وفي حقيقة الامر انه يجب شكر مستشفى العدان ووزارة الصحة على ادخال هذه الآلية في الإخلاء، وهي كما ذكرت ليست أساسية بل وسيلة اخلاء مساعدة لحالات ضرورية وفي ظروف معينة، ووجودها افضل من عدم وجودها، الأهم انها ذات تكلفة منخفضة ولا تتطلب وقتا وجهدا كبيرين للتدريب عليها.
[email protected]