كانت أمنية الراحل د.عبدالرحمن العوضي ألا يموت نائما، فبحسب لقاء له مع صحيفة عكاظ أجراه الزميل بدر الغانمي ذكر انه رجل يريد ان يعمل حتى آخر يوم من حياته، وهذه الجملة التي ختم بها الراحل لقاءه المطول تختصر فلسفة العوضي ورؤيته للحياة، بل وتكشف سر النجاحات التي حققها كوزير الصحة طوال ١١ عاما حتى عرفت بأنها العصر الذهبي للصحة في البلاد.
قلة يعرفون ان عبدالرحمن العوضي هو السبب الرئيسي لوجود مستوصف في كل منطقة بالكويت، فهو الأب الروحي لمراكز الرعاية الصحية الأولية، وواضع وصانع هذه المنظومة الطبية العنكبوتية التي يندر وجودها في كثير من بلدان العالم.
فأعتقد انه يجب على كل شخص يخرج من منزله برحلة لا تتعدى الكيلومترين من منزله الى المستوصف لتلقي العلاج ان يقول: «شكرا عبدالرحمن العوضي»، فقد اختصر الرحلة على اي شخص مقيم في الكويت لتلقي العلاج الى دقائق معدودة.
ولو لم يفعل العوضي الذي تولى وزارة الصحة بين عامي ١٩٧٥ و١٩٨٦ سوى ان انشأ منظومة المستوصفات لكفاه.
عندما كنت التقي به في اي مناسبة ونتحدث وهو الكاتب المستمر في صحيفة «الأنباء» كان يقول لي: «ربعنا ما يسمعون المنطق لكن من واجبنا نكتب ونقول ونصرح بالصح مو باللي يبون يسمعونه الناس».
رحمه الله كان منطقيا إلى أبعد حد، ولا يجامل على حساب الكويت لأي كان.
حتى في آرائه السياسية التي أخالفه توجهه بها أحيانا كان متفهما ويبستم عندما اعرض وجهة نظري المخالفة ويقول: «عندما تقف من حيث أقف ستعرف ماذا أقصد».
عبدالرحمن العوضي أحد أعلام الكويت، كانت له بصمة واضحة، بل بصمات في كل مجال عمل به.
رحمه الله وغفر له، وخالص عزائي لأسرته الكريمة فقد كان بحق «فقيدة».
[email protected]