ماذا يمكن ان يفعل جاهل تسلم لوحة مفاتيح محطة صواريخ نووية؟!
حتما، ان عاجلا او آجلا سيتسبب في إطلاقها ما ستنتج عنه كوارث لم يقدرها ولم يحسب من وضع هذا الشخص خلف لوحة المفاتيح تلك النتيجة المفجعة التي ستحدث.
لوحات مفاتيح الأجهزة الذكية ومع اجهزة التواصل الاجتماعي تماما ككارثة محتملة الحدوث اذا كان من يقف وراءها احمق او جاهل او سلتوح يمكن ان يطلق في أي لحظة بغير ادراك منه تغريدة او صورة او بوست يتسبب في إشعال حالة شغب.
قياسا على ما ذكرت، أسوق وكدليل اقرب، حادثة الاعتداء على العمال العرب في كازاخستان، الذين أشعلت صورة نشرها عامل لبناني في ذلك البلد اعمال عنف استهدفت العمال العرب دون غيرهم باعتبار ما نشره اللبناني إساءة للشعب الكازخي، فالصورة تجاوزت حدود الرأي الى الإهانة المباشرة، لان من نشرها لم يحسب حساب تداعياتها التي انتهت بأحداث مرعبة كما أظهرت مقاطع الفيديو اعمال الشغب الانتقامية تلك التي استهدفت عمالا عربا.
استدعت الحادثة تدخلات ديبلوماسية من عدة دول وتدخلات أمنية من المدينة الكازاخية حيث الحادثة، كل هذا بسبب تصرف شخص يمتلك اداة إعلامية لـ«النشر» ولكن ولجهله أدت الصورة التي «نشرها» الى ما أدت اليه من ضرر لحق بأبرياء لا علاقة لهم لا بالناشر ولا بالمنشور.
هكذا هي حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الآن باعتبارها وسيلة «نشر» آراء أو أخبار عندما تقع او يديرها من يجهل خطورة ما يفعله او عندما يديرها من يعرف جيدا هدفه منها، يمكن ان تقلب كيان دولة في ساعات قليلة.
نحن الآن نعيش زمن فوضى إعلام وسائل التواصل الاجتماعي حيث تختلط الحقيقة بأكوام من الإشاعات وتيارات من الاخبار والتغريدات الموجهة من قبل جهات، وستستمر هذه الفوضى لسنتين على الاقل من الآن الى خمس سنوات على الأكثر، بعدها ستسقط قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاته وتتحول الى وسيلة اتصال كالهاتف تماما.
برأيي فإن هذه الفوضى ستخف تدريجيا مع زيادة وعي الناس من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ودخول جيل جديد لديه نسبة وعي اعلى بكثير من تلك النسبة التي لدينا اليوم بين مستخدمي وسائل التواصل.
بهذا سيموت الذباب الالكتروني وينتهي عمل اللجان الالكترونية وتعود وسائل التواصل الاجتماعي الى ما يجب عليه ان تكون، وليس وسيلة توجيه للرأي العام او وسيلة لنشر الفوضى بسبب صورة.
[email protected]