لا أعلم السبب وراء تفاؤل الناس الزائد عن الحد في مجلس ٢٠٢٠. طبعا لمن لا يعلم سيكون البلد أمام استحقاق ديموقراطي جديد العام القادم بانتخابات برلمانية ينتظر ان تجرى في موعدها المحدد. التفاؤل المطروح الذي استغرب منه هو ان الغالبية يرون التغيير سيصل الى نسبة ٦٠%، معتقدين ان هذا التغيير سيكون من صالح المواطنين الذين سيعاقبون النواب الذين يرون انهم خذلوهم.
***
الحقيقة ان تغيير مجلس الأمة ليس في الوجوه، بل حتى لو تغيرت الوجوه بنسبة ١٠٠% فالمشكلة ليست بالأشخاص الذين ينالون ثقة تمثيل الأمة بل في نهج المؤسسة التشريعية ككل، وهو امر عائد لشكلها التنظيمي وطريقة عملها، فالبرلمان لدينا محكوم بتوازنات سياسية غير ثابتة الاتجاهات، والأهم هو تدخلات الحكومة بشكل دستوري في عدد من قرارات التصويت.
***
والأهم انه ونظرا لعدم وجود احزاب معلنة وصريحة ومجازة قانونا، فسيستمر العمل البرلماني بأخذ طابع الاجتهاد الفردي، ما يجعل القوة النيابية موزعة على ٥٠ نائبا، فدون وجود كتل برلمانية متناسقة ودون وجود احزاب تنافس على نيل اكبر عدد من المقاعد، كما قلت العمل السياسي الفردي هو المسيطر، لذا سيستمر مجلس ٢٠٢٠ بذات نسق وأسلوب مجلس ٢٠١٦، حتى لو بلغت نسبة التغيير ٨٠ و٩٠%، وسيبقى ذات الأسلوب وان تغيرت القضايا المطروحة، فالتعاطي معها سيكون ضعيفا حتى لو رغب النواب في التغيير أو بإحداث تغيير.
***
نعم، المتوقع ان تكون نسبة التغيير عالية، ولكن ليس بسبب عدم رضى الناخبين عن نوابهم، بل لوجود تغيير في طريقة تنسيق المرشحين عبر التزكيات المبكرة في بعض الدوائر وهو ما سيعطي مؤشرا على ان نسبة التغيير قد حسمت اصلا في بعض الدوائر.
***
عامة، اذا وصلنا الى انتخابات ٢٠٢٠، فأعتقد ان التغيير سيكون اكبر مما يتوقعه معظمنا، وكل ٢٠٢٠ وأنتم بخير.
[email protected]