مباني الخالدية وكيفان التابعة لجامعة الكويت تحفظ وتحتفظ بذكريات آلاف الطلبة بمدد زمنية تصل الى نصف قرن، وكيف نتعامل معها؟! نغلقها او نعيد تأجيرها أو ألف مقترح يمكن ان يتفتق عنه ذهن عباقرة الحكومة، وهذا خطأ كبير للتعامل مع مبان تاريخية.
***
الصحيح بل المنطق هو تحويلها كلها او جزء منها إلى متحف جامعي، بالطبع نحن أصلا ليس لدينا متحف جامعي او متحف تعليمي، يرصد تاريخ التعليم لدينا أو حتى يرصد تاريخ التعليم الجامعي في البلاد ولم يطرح هذا المقترح من قبل، لذا مادامت تلك المباني شواهد تاريخية لعشرات الآلاف من الطلبة ممن تخرجوا في جامعة الكويت، فلم لا تتحول أو تحيلها الحكومة الى متحف جامعي او مجموعة متاحف جامعية، وهو أمر ممكن وسهل وبسيط ولا يكلف شيئا، فالمباني موجودة وقائمة بل وتاريخية في طابعها وفي ذاكرة الناس.
***
فلم تهدم أو تتخلى الحكومة عن مبان تاريخية قائمة لا يستلزم تحويلها الى متاحف جامعية او تعليمية شيئا؟ لا أقول جميعها بل الخالدية وكيفان، وجعلها حاضنة لكل ما يتعلق بتاريخ التعليم في الكويت، قاعة علمية وقاعة شهرة للأساتذة الذين تركوا آثارهم، وقاعة مكتبية تضم كل الكتب التي أصدرتها الجامعة، وقاعة لإصدارات ومطبوعات الجامعة ومجلاتها العلمية، وقاعة للمتميزين من الطلبة وقاعة لأبرز الأحداث التاريخية التي شهدتها الجامعة، وقاعة أرشيفية للصور النادرة تضم أفلاما وثائقية تعرض للجمهور.
***
جامعة الكويت الأولى وأول جامعة في الكويت لا ينبغي الاستهانة بالتخلي عن مبانيها بهذه الطريقة، فهي ليست بقالة برسم الهدم، بل تاريخ بلد وجزء من ذاكرة الأمة.
***
مباني جامعة الكويت يجب ان يعاد النظر فيما ستؤول إليه، فهذه المباني ـ كما قلت ـ جزء من ذاكرتنا جميعا طلبة كنا او زوارا او محاضرين مشاركين او أولياء أمور او حتى لسكان المنطقة، يجب الا نتخلى عن ذاكرتنا بهذه السهولة، وان كان إخلاؤها موجبا لظروف الانتقال فالأوجب الاحتفاظ بها وتحويلها الى ذاكرة متحفية او متحف بذاكرة علمية.
***
وأعتقد ان تسليمها كمشروع لتحويلها إلى متاحف لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي هو الأفضل، مجرد مقترح أعتقد انه من الأفضل بحثه قبل ان تختفي هذه المباني التاريخية بقرار حكومي غير مدروس، او تسليمها بمشروع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أو أي جهة تحافظ عليها وتحافظ على أهم نقطة بيضاء في تاريخنا التعليمي.
***
بل أتمنى ان يضع الديوان الأميري يده عليها ويقوم بهذا الدور حتى لا نصبح شعبا يفقد ذاكرته مع سبق الإصرار والترصد.
[email protected]