حائل أو حايل كما ننطقها هي الجهة السابعة للجمال حيث آخر الحدود الممكنة للكرم، فلا أعرف شخصا زارها حتى ولو عبورا إلا وقع في قلبه شيء من حبها، أتذكر جيدا أن حائل كانت بالنسبة لي وطنا صيفيا في طفولتي ومراهقتي، أعرفها كما أعرف منطقتي الجهراء.
***
حائل يعرفها التاريخ جيدا، فقد كانت قبلة لكثير من المستشرقين الأوائل، ولكن سر جمالها كان دائما وأبدا يكمن في أهلها.
تاريخيا كانت حائل معقل كثير من الأساطير التي انتشرت في الجزيرة العربية كلها، وحتى اليوم اعتقد أنها تحوي أسرارا لم تكشف بعد مخبوءة في جبالها وبين وديانها وحكايات أهلها.
***
ما ان تدخلها حتى تشعر للوهلة الأولى بأن شيئا من سحر التاريخ يناديك، مع أول جبل يظهر لك من بين الرمال وأنت مقبل عليها تشعر بأنها تقول لك شيئا، أو كأنها تهمس في أذنك... مرحبا بك في معقل من معاقل التاريخ وحاضنة لأسرار نجد.
***
تدخلها فتشعر بأنها أودعت شيئا من روحها بداخلك، وتغادرها وقد تركت في قلبك مسحة حب، ومع أهلها وطبيعتهم المضيافة فوق الحد والوصف لن تشعر ولو للحظة بالغربة، بل سيراودك شعور بأنك من سكانها وأنك تمون على حائل كلها من أولها إلى آخرها.
***
حائل هي آخر حدود الجمال أرضا ومدينة وأناسا، والترحيب باللهجة الحائلية يغنيك عن ألف ترحيب، ولا عجب فهي المدينة التي خرج من رحمها الكرم العربي وعاش بها واستوطنها منذ حاتم الطائي حتى اليوم، وإذا سمعت أجنبيا يتحدث عن الكرم العربي فاعرف أن الفضل في هذا يعود إلى أهل حائل.
***
فجزء من الصورة الإيجابية عن العرب التي يعرفها العالم أجمع كلهم خرجت من حائل، ولا يمكن إلا أن ترى هذه الصورة في وجه أي حائلي تقابله، وليس في الأمر حديث محب عاشق لعروس الشمال بل هو ما أجمع عليه ووثقه المستشرقون مثل وليام بالغريف والليدي آن بلانت وكارلو جورماني وغيرهم الذين كانت أدق ملاحظاتهم عن كرم أهل حائل الأسطوري.
***
توضيح الواضح: برأيي أنه ما من مدينة في العالم تدخلها وتشعر بأنك «تمون» عليها مثل حائل.
***
توضيح الأوضح: حائل باختصار... أيقونة الكرم.
[email protected]